هكذا سمي العدد الخاص الذي ظهر أخيراً من مجلة (الاثنين) وقال المحرر مقدماً هذا العدد: (إنه كان في النية أن يكون خاصاً (بكان) وأخواتها، فاحتجت (إن) وأخواتها، فلم يسع التحرير إلا إجابة طلباتهن).
وكانت إجابة تلك الطلبات أن جعل (لإن) وأخواتها ما (لكان) وأخواتها في هذا العدد من حق. . . هو أن يبدأ بكل منها أو يتضمنها عنوان موضوع من الموضوعات التي اعتادت المجلة أن تنشر أمثالها. . . ومن هذه العناوين (كنت أدخن السجاير اللف) و (إن مع العسر يسرا) و (لست ملاكا) و (بات على الرصيف).
وقد ذكر في هذا الصنيع بما كان يفعله كتاب العصور المتأخرة من استعمال الاصطلاحات النحوية في كتاباتهم وما كانوا يتجشمونه من الإتيان بكلام يتكون كله من الحروف المعجمة، أو يخلو من حروف معينة، وغير ذلك من ضروب الرياضيات الكلامية التي كانوا يتوفرون عليها لإظهار التمكن وإحراز السبق
ولا شك أن عدد (كان وأخواتها) بذل فيه جهد في اختيار العناوين المبتدئة والمتضمنة إحدى تلك الأدوات، ولكن ما محصل كل هذا؟!
على أن فيه غير العناوين جهداً آخر (ليته) لم يكن. . هو صفحة عنوانها (لكن في تاريخ البشرية) حوت وقائع من التاريخ تغير فيها مجرى الأمور وكانت (ولكن) نقطة التحول، مثال ذلك:(غزا الاسكندر أفريقيا وآسيا، وأصح سيد العالم وهو في شرخ الشباب وعنفوان الجمال، وأراد أن يجمع الشرق والغرب تحت تاج واحد، ويصهرهما في حضارة واحدة. . . ولكن. . . في يوم من أيام القيظ نزل الاسكندر للاستحمام في مياه نهر بارد، فأصابته حمى قضت على حياته).
وبقية الأمثلة على هذا النسق من حيث موقع (ولكن) فيها، وقد قدم لها كاتبها بأن (لكن) من أحرف العطف التي (تشرك ما بعدها في حكم ما قبلها). فلكن هنا - مع أنها قد تسللت إلى العدد الخاص (بكان) و (إن) وأخواتها - ليست من أحرف العطف، لأنها مسبوقة بالواو وداخلة على جملة، فهي حرف ابتداء، وهي لم تشرك ما بعدها في حكم ما قبلها.
وفي العدد مقال للأستاذ محمد توفيق دياب بك عنوانه (إن من البيان لسحراً) قال في