مفتتحه:(وأخذت في التروية والتفكير: إن من البيان لسحراً. . من عسى أن يكون قائلها الأول؟ وأجابت الذاكرة: إنه الرسول الكريم قالها إعجاباً بقصيدة إسلامية ألقاها بين يديه حسان بن ثابت).
والذي نعرفه أن الرسول الكريم قال هذه الحكمة لعمرو ابن الأهتم عندما علل مدحه الزبرقان بن بدر وذمه له في مجلس واحد لاختلاف الباعث - بقوله وقد رأى كراهة ذلك في وجه الرسول:(يا رسول الله، رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما عملت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية).
وساق الأستاذ دياب مثلا للبيان الساحر بعض قصيدة ابن الرومي التي رثى بها ولده (محمداً) من قوله:
توخى حمام الموت أوسط صبيتي ... فلله كيف اختار واسطة العقد.
وقال الأستاذ:(وكان محمد ولده الأوسط بين أخوين)؛ وهو يريد أخذ خير أولاده، ولو كان المراد المتوسط بين أخوين، لكان الكلام تافهاً لا يليق بابن الرومي.
وقد عنيت بكل ذلك، لأن (الاثنين) مجلة منتشرة، وأحب ألا يستقر في الأذهان إلا الصحيح من مسائل اللغة والأدب.
موسم الأوبرا والفرق الأجنبية:
تعمل الآن الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى في إعداد رواية (الناصر) لتمثيلها على مسرح الأوبرا في مفتتح الموسم القادم، وقد ألف هذه المسرحية الأستاذ عزيز أباظة باشا تحقيقاً لرغبة ملكية سامية في أن يظهر على المسرح عصر من أزهى عصور العروبة والإسلام.
والعصر الذي تعرض الرواية صوراً منهن هو عصر العرب الذهبي بالأندلس، عصر عبد الرحمن الثالث الناصر لدين الله، ويقع في القرن العاشر الميلادي، أي في العصور الوسطى، إذ كانت أوربا يسودها الجهل والفوضى وكل مساوئ الحكم الإقطاعي، على حين كان الأندلس، في طرفها الجنوبي الغربي، قد سعدت بالعرب فازدهرت فيها العلوم والآداب والفنون، وانتشر العدل وعم الرخاء.
وتعاون وزارة المعارف ووزارة الشئون الاجتماعية الفرقة المصرية على إعداد هذه