وهذا رأي لا ريب سديد وقريب التحقيق يجب أن يلتفت إليه العاملون لجمع الشمل وتحقيق الوحدة. أنقله إلى مسامع حضرة الفضيلة الأستاذ الأكبر المصلح الشيخ المراغي الذي تركزت فيه آمال النهضة الإسلامية، وسار الأزهر في عهده خطوات موفقة إلى الغاية التي ينشدها الناس من رجال الدين.
والواقع أن الخلاف بين الشيعة وأهل السنة الذي يجسمه العوام والإغفال، وينفخ فيه أعداء الطائفتين جميعاً من وراء ستار، لا يمكن أن يزول إلا إذا رأى العوام رجال الدين من الفريقين يتآخون ويتبادلون الزيارات ويتعلم كل منهم على الآخر في أخوة وصفاء، فالعوام هم الذين يعظمون الصغائر ويكبرونها، أما العلماء من الفريقين فهم أفقه وأعقل من أن يجدوا مواضع الخلاف القليلة محلا لجفاء وهوة تفصل بين أهل التوحيد.
ولقد وجدت هذه الرغبة في التوحيد متجلية عند علماء الشيعة في مواقف عدة، فالسيد محمد حسين آل كاشف الغطاء يدعو إليها في المؤتمر الإسلامي بالقدس، وها هو ذا العلامة الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني رجل الإصلاح، يرسم الطريق ويضع الخطة لها ويعد بمواصلة العمل في سبيلها على رغم شيخوخته، والأستاذ حسين مروة يدعو إليها منذ شهرين في الرسالة. . . . كل هذا يبشر باقتراب الموعد ومواتاة الظروف، ولم يبق إلا أول العمل فهيا.