للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- حضرتك مش سامعني يا فندي؟

- سامع يا أستاذ دي حاجة عظيمة جداً

- أمال ساكت ليه؟ ساكت ليه يا فندي؟ ودانك بتوجعك؟ والله مانا قايل حاجة إلا لو خرجت من هنا. أتفضل يا فندي وخدها وهيّ حلوة. . .!

كان في الحسينية من خمس عشرة سنة يعزف بعوده أمام حشد من مريديه ومحبيه فلما أخذته النشوة رمى (بعوده) وصرخ متمدداً قائلاً:

- أغيثوني. . . أدركوني. . .!

- مالك يا مولانا. . . مالك يا مولانا. .؟

- أغيثوني. . . أدركوني. . . أمسكوني جيداً. . . سِدُّوا (وداني). . . سِدُّوا (وداني). . .!

هرع إليه هذا الجمع الحاشد وكله لهفة وإشفاق فإذا بالشيخ محمود يقول:

الجن عاوزة تخطفني، رئيسهم كلمني في (أذني) وقال: احنا عاوزينك يا محمود عشان بنتي حتتجوز. . . امسكوني ليخطفونني!

عصبي إلى درجة بعيدة. لا يطيق النقد. ومن ظريف أمره أيام كان يذيع في المحطات الأهلية أنه كان يجلس في محطة (فؤاد) قائلاً لهؤلاء الذين يكتبون عنه أو يتكلمون بما لا يحب:

يا ليل، يا ليل، سامع (يا فلان) يا ابن. . . شايف الشغل ازاي. . . يا ليل، يا عيني يا ليل، (فلان) نحن محمود صبح، اتائب يا بن الـ يا ليل يا عيني، لاح بدر التم أمان. أمان دوس يا لاللي. . . يا بتوع (. . .) يا أولاد. . . اتعلموا وخلوا عبد الوهاب بتاعكم يتعلم!؟

وبعد فمحمود صبح شخصية عظيمة ظريفة انحدرت من بيت عريق؛ ومن أصل طيب. لا يعتمد في معيشته على فنه بقدر ما يعتمد على إيراده الخاص الذي يكفل له عيشه رغداً، ولولا مغالاته بقدره واعتداده بنفسه لكان عظيماً نافعاً

محمد السيد المويلحي

<<  <  ج:
ص:  >  >>