أذنان حادتان صارمتان لا تعترفان إلا بنتاج صاحبهما، أما غيره. . . ف (صوء. . . صوء أعوذ بالله، يا ستار العيوب، إيه ده؟؟)
يدان قديرتان ساحرتان إذا صفا صاحبهما أسرتا وسحرتا، وخلقتا قوة وقدرة وفناً أصيلاً نبيلاً. يدان تسجد لهما الموسيقى العربية (البحتة)، ويخضع لهما الفن العالي الذي لا يخضع إلا للقليلين.
صوت هائل كامل شهد له الجميع بالقدرة والقوة والعذوبة وقوة التأثير. أروع من يؤدى (الباص) وأبدع من يحسن (البريتون)، وأرفع من يجيد (التيتور). يتكون من ديوانين ونصف تقريباً لا عيب فيه إلا خلوه من العيب. . . صوت لو استطاعت محطة الإذاعة أن تهيئ له الجلسة الفنية المضبوطة أمام (الميكروفون) لكان آية، ولخلا من تلك العواصف التي تكاد تصم الآذان.
صوت يقلد القطار أدق تقليد، ويحاكي صوت (القلة) أنم محاكاة. ومن ظرف محمود أنه إذا صفا أسمعك بفمه صوت العجين عندما (يلت) حتى لتخاله امرأة منهمكة في (ماجورها). . . أقدر من يلحن الموشحات، ويكفيه فخراً وسمواً وخلوداً أن أعظم مغن بالغاً ما بلغ من القوة والقدرة لا يستطيع أن يحاكيه بواحد من موشحاته لتشعبها، وكثرة أنغامها، ووفرة حركاتها، ودقة تركيبها، وإن حاول فالفشل له بالمرصاد. . .!
فنان موهوب مبتكر بصير بما يصنع، خبير بفنه لا يحاكى ولا يقلد بل له لونه الخاص المعروف لأنه كما قلنا قبلاً لا يؤمن إلا برسالته. لا يعرف شيئاً في القواعد الغربية مع أن علم (التحسيس) قد تقدم وأصبح يدرس في كل مكان
يجيد العزف على العود، واللعب على البيان والنفخ في الناي. إذا سألته عن (فلان) المشهور قال: (طز) وعن فلانة المعروفة قال: (طزين يا سيدي).
الويل لك إذا سمعته وأعلنت سرورك وتقديرك بقولك (يا سلام يا شيخ محمود! الله يزيدك) لأنه يلتفت إليك متهكماً متحفزاً صارخاً (هو لسة يا أخينا حيزيدني. . . حيخليني إيه أكثر من كدة؟) والويل لك أكثر وأكثر إذا أخذتك النشوة فنسيت أن تحييه لأنه يسكت فجأة ويخاطبك: