للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالوا لها بعد هذا إنهم لم يروا القاتل ولكنهم استطاعوا أن يظفروا ببندقيته التي أذهله عن أخذها هول الأمر وهي بعينها بندقية بيتر ولعله فعل فعلته غير عامد إذ أنه كان صديقاً لتوم.

كان بيتر حينئذ منتصب القامة ينظر من شق الباب فرأى السيدة أيدس تتحامل على نفسها وتقوم على قدميها وتقف على رأس المائدة وتنظر في وجه الرجل الميت الذي انعكست عليه كل معاني الخلود، ثم رآها تنظر إلى الرجال الذين تراجعوا للذهاب إلى صميم الغابة للتفتيش عن بيتر الجاني الأثيم. ثم رآها بعد هذا كله تمد يدها إلى جيب صدارها فتخرج مفتاح الباب الذي يتوارى بيتر وراءه. .

لقد سأل الرجل مدام أيدس هل رأت بيتر ذلك المساء فأجابت لا لم أره منذ يوم الثلاثاء، فقال لها محدثها إذن سنفتش عنه وسنأتيك بمسز جين أيضاً فأشارت برأسها بالإيجاب.

قالت السيدة أيدس لفدلر وكان آخر من بقى لديها: ساعدني على حمله إلى الداخل، إلى الفراش، إلى غرفة نومه. وتعاونت هي وهو على وضعه في سريره وخرج فدلر.

انتظرت السيدة أيدس حتى إنعدمت حركة الأقدام في الدرب خارج كوخها، وحينئذ جاءت إلى الزاوية التي يستكن فيها بيتر وهنا أخذته الرعدة من جديد، لقد كان الأمر فوق أن يحتمل وكان الأشهى له أن يموت قبل أن تقع عينه على هذه السيدة. . . سمع المفتاح يدور في القفل ولكنها لم تدخل هذه المرة، بل فتحت عليه بابه فقطثم تراجعت وأغلقت عليها الباب الذي يضم توم.

عرف (بيتر) ماذا يجب أن يفعل فإن الشيء الوحيد الذي أرادته السيدة أيدس هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يفعله. . فتح الباب بصمت وسكون وخرج. . .

منيبة الكيلاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>