للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واحدة بواحدة:

التقى برنارد شو الكاتب الساخر المعروف مرة بالممثل الهزلي المشهور شارلي شابلن، فقال شو: إنني شديد الإعجاب بك يا مسيو شابلن ولكنني لم أشهد قط فلماً من أفلامك، فرد عليه شابلن في سرعة قائلاً: وأنا كذلك شديد الإعجاب بكتاباتك ولكني لم أقرأ منها شيئاً أبداً.

وكان المرحوم الشيخ عبد العزيز البشري جالساً مع بعض أصحابه فأقبل عليهم صديق فصافحهم جميعاً إلا الشيخ عبد العزيز، فقال له أحد الحاضرين لماذا لم تسلم على الشيخ فقال: لا مؤاخذة لقد كنت أحسبه امرأة! فرد الشيخ عبد العزيز: ولكني يا أخيكنت أحسبك رجلاً. . .

نصيحة للمؤلفين:

قال أبو عثمان الجاحظ: (ينبغي لمن كتب كتاباً أن لا يكتبه إلا على أن الناس كلهم له أعداء، وكلهم عالم بالأمور، وكلهم متفرغ له، ثم لا يرضى بذلك حتى يدع كتابه غفلا، ولا يرضى بالرأي الفطير، فأن لابتداء الكتاب فتنة وعجباً، فإذا سكنت الطبيعة، وهدأت الحركة، وتراجعت الأخلاط، وعادت النفس وافرة أعاد النظر فيه، فتوقف عند فصوله توقف من يكون وزن طبعه في السلامة أنقص من وزن خوفه من العيب، ويفتهم معنى قول الشاعر:

إن الحديث تغر القوم خلوته ... حتى يلج بهم عي وإكثار

ويقف عند قولهم في المثل: كل مجر في الخلاء يسر، فيخاف أن يعتريه ما اعترى منأجرى قوسه وحده أو خلا بعلمه عند نقد خصومه وأهل المنزلة من أهل صناعته، ليعلم أن صاحب القلم يعتريه ما يعتري المؤدب عند ضربه وعقابه، فما أكثر من يعزم على خمسة أسواط فيضرب مائة، لأنه ابتدأ الضرب وهو ساكن الطباع فأراه السكون أن الصواب في الإقلال، فلما ضرب تحرك دمه، فأشاع فيه الحرارة، فزاد في غضبه، فأراه الغضب أن الرأي في الإكثار، وكذلك صاحب القلم، فما أكثر من يبتدئ الكتاب وهو يريد مقدار سطرين ويكتب عشرة، والحفظ مع الإقلال أمكن، وهو مع الإكثار أبعد). . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>