للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوردها الأستاذ. ذكر المؤلف اسم أحد الأتراك الفارين من الاضطهاد وكتبه هكذا وبدل أن يحقق الأستاذ هذا الاسم ليعرف أن صاحبه هو علي سعاوي أفندي، كتبه موافي أفندي مع أن الحروف الإنجليزية أقرب ما تكون إلى الاسم التركي، وأمثلة هذا كثيرة. كذلك لم يتقيد الأستاذ بالمصطلحات العلمية الدقيقة الصحيحة واخترع بدلها ألفاظاً من عنده لا يقبلها الذوق فسمى الدين السائر بالدين العائم وذكر هذا اللفظ الأخير في مواضع متعددة مع أنه قد استعمل اللفظ الصحيح الأول مرة في الترجمة ولا ندري لم عدل عنه واستبدل به اللفظ الآخر. وسنذكر هذا كله مفصلا فيما بعد

تنتقل بعد ذلك للأمانة والدقة في الترجمة ومطابقة الكتاب المترجم للأصل فنقول إن الأستاذ لم يكن موفقا في هذه الناحية أيضاً فلم يحرص على معاني المؤلف بل تناولها بالحذف والتغيير بغير سبب؛ فالعبارات التي تحتاج إلى شيء من العناية لفهمها أو التعبير عنها قد حذفها أو بدلها، وكثيرا ما وضع بدلها عبارات تؤدي عكس المعنى المراد، بل إن كثيراً من العبارات السهلة العادية قد نالها أيضاً ما نال أخواتها الصعبة. وسيرى القارئ فيما بعد أمثلة من ذلك.

أما أسلوب الكتاب فيختلف باختلاف أجزائه، فالجمل في بعض أجزائه مرتبطة متصلة وفي البعض الأخر مفككة منقطعة العلاقة، وحروف العطف التي استعملها لربط هذه الجمل لا تظهر هذه الصلة؛ ويشعر القارئ وهو يطالع الفصول الأخيرة من الكتاب بنوع خاص أنه يقرأ جملا مترجمة منفصلة لا موضوعا تاريخياً مرتبط الأجزاء.

وأما التشبيهات والأمثال الواردة في الكتاب فقد ترجم الأستاذ الكثير منها ترجمة لفظية سببت غموض المعنى مع أن اللغة العربية كما قلنا غنية من هذه الناحية، ويستطيع الباحث أن يجد فيها ما يغنيه عن هذه الترجمة في معظم الأحيان. وبعضها قد حذفه الأستاذ ولم يترجم لفظه أو معناه هذه كلمة مجملة عن الترجمة ننتقل بعدها إلى بيان الأغلاط التي وقعت فيها. وكنا نحب أن نقسمها أنواعا ونذكر كل نوع على حدة، ولكننا وجدنا في ذلك عناء ووجدنا وقتنا أضيق من أن يتسع إلى هذا الترتيب، ولذلك سنذكر أغلاط كل فصل مجتمعة. وقد أحصينا أغلاط الفصول الأولى من الكتاب فوجدناها لا تقل عن خمسين في كل فصل لا تدخل فيها عيوب الأسلوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>