أشراف هيئة الأمم المتحدة كانوا متفوقين بعددهم وبحوثهم وكانوا لا يقلون في مستواهم العلمي عن مندوبي أوربا وأمريكيا، وقال أن مصر تقدمت هذا التقدم رغم انشغالها بالنضال السياسي.
وقد ردت عليه السيدة أسمى فهمي، ومما قالته أن التناحر الحزبي والخصومات السياسية شغلت القادة والرؤساء عن الإصلاح الاجتماعي، وكان من الممكن لولا ذلك أن تنهض الأمة نهوضاً اجتماعيا كبيراً في هذه الفترة، واستدلت بما أحدثه محمد علي من الأثر في حياة الأمة المصرية في وقت قصير، وبنهضة تركيا الحديثة في زمن قليل.
والواقع أن حجج المؤيدين لم تستطع أن تقف أمام الحقائق الصارخة، ولا أشك في أن ذلك يرجع إلى ضعف جانبهما لا إلى عدم احتفالهما وإعدادهما وان كان ذلك ملحوظاً أيضاً. . . وقد طغت السيدة زاهية مرزوق على الجميع وكسبت الموقف حتى إنه عندما اخذ رأي الحاضرين لم يشذ عن القول بتأخرنا الاجتماعي سوى بضعة أفراد. وقد كانت هي - على خلاف ما قال عوض بك - دليلاً على الهوة الواسعة بين عدد قليل من النساء النابغات وبين سائر النساء الجاهلات. وقل مثل ذلك في علماء حلقة الدراسات، فليس وجود طبقة من المثقفين لدينا تماثل علماء الأمم الكبيرة يستلزم تقدمنا في الناحية الاجتماعية.
الأجسام العارية والفن الهزيل:
استفاضت الشكوى أخيراً من نشر الصور العارية في الصحف وإسراف السينما في عرض أجسام الممثلات والراقصات والمواقف الحيوانية بين الذكر والأنثى. وأرسل صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي إلى رفعة رئيس الوزراء في شأن الصور الخليعة التي تنشرها بعض الجرائد والمجلات. فكان ذلك مثار اهتمام الحكومة بالأمر، وكتب رئيس الوزراء إلى الأمير الجليل بأنه معني بدرس أوجه العلاج الحاسم لهذا المرض.
أما الناحية الخلقية في هذا الموضوع فهي ظاهرة. والذي أقصد اليه هو أن ذلك العمل إنما يراد به ستر العجز الفني واتخاذ تلك المغريات أداة للترويج والربح المادي، فالمجلات التي جعلت من صفحاتها معارض للإثارة الجنسية إنما تلجأ إلى ذلك لأن أصحابها ليسوا من ذوي الرسالات الصحفية القلميه، وبدلاً من أن يتعبوا أنفسهم في التماس القوة التحريرية والمادة الصحفية القويمة يقدمون تلك الصور، وصارت الحالة إلى حد التنافس في ذلك، فإذا