للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يدركون أن هذا النوع من المناوشات يغض من هيبتهم العلمية، ولا يذكرون أن سيرتهم قد تصبح قدوة لطلبة المعاهد العالية في الشرق

ولكن ما هي أسباب المعركة بين كلية الآداب وكلية الحقوق؟

السبب في جملته يرجع إلى كتابين يدرسان في كلية الآداب وفيهما فقرات تمس العقيدة الإسلامية

ولكن فات خصوم كلية الآداب أن من المستحيل أن يقع ذلك عن عمد: فعميد الكلية يعرف أن في مصر تيارات دينية وسياسية؛ وليس من مصلحته أن يتعرض لمكاره من جانب رجال السياسة أو رجال الدين. ومتى صح أن سوء النية غير موجود فمن التعسف أن يقال أن كلية الآداب تحارب العقيدة الإسلامية

أتريدون الحق أيها الجامعيون؟

لقد ضيعتم على أنفسكم فرصة عقلية لا تتاح في كل يوم، وهذه الفرصة بدت طلائعها بحديث عميد كلية الآداب وحديث شيخ الأزهر وشيخ كلية أصول الدين

وكان يجب اغتنام هذه الفرصة: كان يجب أن نرى المصاولات العقلية بين الأزهر والجامعة المصرية. كان يجب على الأقل أن يكون الحكم في هذه القضية إلى مناظرة علنية تقوم في قاعة الحفلات تحت رئاسة مدير الجامعة المصرية

ولكنكم أسرعتم ففصلتم في القضية بالأيدي لا بالعقول.

ثقوا أيها الجامعيون بأن الحركة الفكرية في حاجة إلى وقود، وهذه المحرجات التي تثور من حين إلى حين هي أعظم باعث ليقظة العقول، وأعداء هذه البدوات الفكرية هم من جيش الموت، لو تعلمون.

أقول هذا وأنا أعرف أن المشكلة فُضَّتْ ولم يبقَ إلا حكم التاريخ.

ولكن يؤذيني أن يكون للجامعة في حياة العقل تاريخ يشبه تاريخ العنف في أيام الظلمات.

إن كلية الآداب لها مهمة أعظم مما تظنون.

لا يراد من كلية الآداب أن تقف عند المحكيّات في الشؤون الأدبية والفلسفية، وإنما يراد من كلية الآداب أن توقظ غافيات العقول، وأن تخلق الفرص لوثبات الأخيلة والأحاسيس. فمن كان يظن إنه انتصر على كلية الآداب حين رجمها بالحجارة والطوب فلينم قرير

<<  <  ج:
ص:  >  >>