ويمكن القول إجمالاً عن الصحراء الغربية - إذا استثنينا الشريط الأخضر الرفيع الذي يطوق شاطئ البحر الأبيض المتوسط - إنها عبارة عن إقليم لا مطر فيه ولا حياة. ويكاد يكون هبوب العواصف الرملية عليها من الأمور العادية التي لا تخلو منها في سنة من السنين
أما على الساحل فإن حالة السكان تتوقف دائماً على الزراعة ومقدار الحاصلات وما يتوفر من المراعي للإبل والغنم من هطول الأمطار. ومما يذكر أن السكان في هذا العام والذي قبله أسعد حالاً منهم في الأعوام الماضية التي توالى عليهم فيها الضيق من جراء جدب أراضيهم بسبب قلة الإمطار
ولكن الحاصلات الناجحة لا تكفي لسد الديون التي تراكمت على العربان في سبيل حصولهم على حاجيات المعيشة في السنوات الخمس العجاف الماضية
ولقد كان لزيادة المنشئات الجديدة واشتغال العربان في أعمال السكك الحديدية ومد الطرق وهطول الأمطار ومساعدة الحكومة بتوزيع البذور وهبة جلالة الملك لمناسبة قرانه السعيد وهبة صاحب السمو الأمير محمد علي لمناسبة شفائه؛ كان لكل ذلك أثر واضح في تعميم الرخاء واليسر بين العربان، فشعروا بنعمة الحياة، وعاد أكثرهم إلى بلدانهم بعد أن كانوا هاجروا منها، وبدؤوا يزرعون أراضيهم ويقومون بتربية مواشيهم
واحات الصحراء الغربية
وقد منّ الله على الجزء الجنوبي وعوضه خيراً من الأمطار بعدد من الواحات الخصبة الغزيرة المياه. وهذه الواحات يسكنها قوم من العرب وشعب آخر ليس من سلالة الأعراب وهم جميعاً يأخذون المياه من ينابيعها المتفجرة من عيون دائمة التدفق
ويقال إن لفظة (واحة) كلمة مصرية قديمة معناها (مكان الراحة) وهي بقعة من الأرض الخصبة في وسط الصحراء، وكل واحة تعرف غالباً باسم العين أو البئر التي تمدها بالماء