للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(سيوة) وهي تشمل سيوة والزيتون وفوريشت والأرغومي وخميسة وأبو الشروق والليج والمراغي

وفي شرقيها مجموعة الواحات البحرية وتشمل البحرية والفرافرة

كثبان من الرمل تنتقل

تمتد على طول الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء كثبان عظيمة من الرمل تنتقل إلى مساحات واسعة وهذه الرمال تطغي على الأرض وتدفن تحت رمالها الناعمة الغزيرة مساحات شاسعة من الأرض قد تزيد على مئات الأميال، وتتجمع هذه الرمال فتحدث كثباناً أو (تلالاً) من الرمال الناعمة تسير متوازية بارتفاع كبير ممتدة من الشمال أو الشمال الغربي إلى الجنوب أو الجنوب الشرقي في نفس اتجاه سير الرياح التي تهب على الصحراء

وهذا التكوين يجعل اجتياز هذه المناطق في اتجاهات عرضية من الغرب إلى الشرق أو بالعكس صعباً عسيراً إلا عند فتحات أو ممرات ضيقة معينة معروفة، كما أن هذا التكوين جعل الكثبان تعد حاجزاً منيعاً للحدود المصرية. ويقال إن طغيان هذه الرمال أخذ في الاتجاه نحو الجنوب بدليل أنها طغت على طريق للقوافل كانت ممتدة بين الواحات الداخلة وواحة الكفرة فاختفت هذه الطريق تماماً كما اختفى تحتها من قبل جيش قمبيز ملك الفرس سنة ٥٢٥ ق. م. وكان عدده ٥٠. ٠٠٠ من الغزاة، وذلك عندما أراد غزو واحة سيوة. ولم ينج من هذا العدد أحد، على أن الواحات نفسها لم تسلم من هبوب عواصف الرمال فهي تطغي على الزرع وتحدث به أضراراً جسيمة.

وقد شهدنا بعض هذا الهبوب حين توغلنا في جوف الصحراء إلى واحة سيوة في رحلة بالسيارات قطعناها في نحو تسع ساعات وبسرعة لا تقل عن ٦٠ كيلومتر في الساعة وشهدنا في منتصف هذا الطريق (الاستراحة) التي أقيمت به في عهد الخديو السابق فأقمنا بها بعض الوقت وتناولنا فيها قليلاً من الزاد كنا حملناه معنا وهي غرف شيدت من الخشب أشبه بـ (فيلا) قائمة وسط الصحراء القاحلة يستريح فيها المحافظ والضباط خلال تجوالهم في أنحائها.

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>