وفي مخارج الحروف، وهذا دليل على ضعف الشخصية، فأنا أحب أن يكون لكل خطيب وجودٌ خاص
٥ - المنطق قد انعدم في بعض أقوال المعارضين، فقد توهم أحدهم أن الجامعة لا تؤدي رسالتها إلا إذا عمل خريجوها بالمجان في جميع الميادين، ونص بالحرف على أن الأطباء في المستشفيات يتناولون مرتبات، وهذا في رأيه ينافي الروح الجامعية
٦ - الألفاظ كانت فضفاضة عند بعض الخطباء حتى كدت أحس أن المناظرة لا تدور في المدرج الأكبر بكلية الآداب!
٧ - كان أحد الخطباء يوهمنا أنه يرتجل مع أنه حفظ خطبته عن ظهر قلب!
٨ - حدثنا أحد المعارضين عن تقاليد الجامعات الأوربية بكلام هو غاية العجب، مع أن عينه لم تكتحل برؤية جامعة أوربية، كما قال أحد المؤيدين، فمن أين استقى هذا المدرس المفضال معلوماته المبعثرة عن تقاليد الجامعات الأوربية؟
٩ - الأديب سعيد محروس كان يقلد الخطيب محمد شكري في الإشارات والنبرات، وهذا دليل على أن الروح لا يموت، فقد كان محمد شكري أظهر خطباء الثورة، ثم انهزم لأنه عجز عن مسايرة الأحزاب
١٠ - الآنسة كوثر عبد السلام أجادت في المعاني، ولكنها عقت النحو عقوقاً لا يطاق. فذكرتنا بقول أحد الشعراء:
منطقٌ صائبٌ وتلحن أحيا ... ناً وأحلى الحديث ما كان لحنا
١١ - حضر الأميرالاي علي حلمي لشهود المناظرة، وفي الطريق إلى المدرج لقينا الدكتور محمود عزمي، فقال له سعادة الأميرالاي: لعلك حضرت لنفس الغرض! فقال الأستاذ محمود عزمي: إن عندي حصتين في معهد الصحافة. فقلت: هات تلاميذك ليشهدوا المناظرة، فقد يختزنون مناظر تنفع في حياتهم الصحفية، فاعتذر بلطف وانصرف
هذه هي الصحافة التي تعرفها كلية الآداب، صحافة نظرية لا علمية، صحافة تأخذ وقودها من التاريخ لا من الحياة، صحافة تنكر الرحلات من حجرة إلى حجرة في مكان محدود، مع أن من واجب الصحفي أن يرتحل من قطب الشمال إلى قطب الجنوب
أما بعد فأنا آسف على ما أثبت في خطبتي من أن كلية الآداب خدمت الصحافة بإنشاء