ورمت الصحف اليومية من هذا إلى تقليد المجلات الأسبوعية التي تعيش على إرضاء أهواء القراء، وبذلك انحسرت الموجة الأدبية تماما من الصحف اليومية وتوارت خلف بعض المجلات الأدبية الأسبوعية التي ما زالت تحتفظ بطابع الأدب الرفيع
الشاعرات
من الملاحظات الدقيقة الجديرة بالبحث والعلاج، ندرة الشاعرات بين فتياتنا ونسائنا المثقفات. ويقيني أن الأمر لا يقف عند الشاعرات فحسب، ولكن ينسحب على اللواتي يشغلن أنفسهن بالعمل الأدبي بوجه عام
فأنت لا تستطيع أن تحصي أكثر من شاعرتين أو ثلاث، لا يرتفع شعرهن إلى قاعدة الإجادة أو التفوق
وهناك أسماء كاتبات وشاعرات كانت تلمع قديماً، ثم اختفت وتوارت. . من أمثال ذلك الكاتبة (ملك محمود السراج) أين هي الآن، لماذا اختفت وراء السحب، لماذا اكتفت بحياتها المنزلية المحدودة؟ إن زميلاتها، أمينة السعيد، وبنت الشاطئ، وجميلة العلايلي، وغيرهن. . ما زلن يكتبن. . فلماذا تختفي هي!
وإذا كانت لا تحب الاتصال بالمجلات الأدبية فلماذا لا نرى لها بين آن وآخر كتاباً جديدا؟ إنها زوجة كاتب كبير واسع الأفق طالما أثار على صفحات المجلات فنوناً من الآراء الجديدة، قبل أن يشتغل بالسياسة، هو الدكتور محمد مندور، وما نعتقد أن الكاتب الكبير يحتجز هذه العبقرية أو يحول بينها وبين الضوء
أدب الانقلاب
لاشك أن الأدب في الشرق سيدخل في البوتقة ليظهر من جديد، فإن الانقلابات العسكرية التي وقعت في سوريا ومصر ولبنان خلال هذه الشهور السبعة، ستكون بعيدة الأثر في كيان الأمة العربية
وقد كانت هذه الأمة التي تمتد على ساحل البحر الأبيض من الشام إلى مصر كانت تعيش في مرحلة عصيبة عنيفة، قاست فيها الظلم والظلام والإرهاق. . خلال الفترة الأخيرة التي سبقت استجابة الجيش لرغبات الشعب في إقصاء الطغاة وإخراجهم وإقامة حكومات جديدة