وقد كانت الأمة العربية في لبيان وسوريا ومصر. . تعيش في ذلك الشقاء، وهي تحس بإرهاصات غروب دولة. .، وانتهاء جيل، و. . شروق فجر جديد
ولاشك أن ذلك الالتقاء النفسي الواضح بين الشام ومصر الذي يلقي أضواء متشابهة على التاريخ الماضي في مختلف العهود؛ يبشر بألوان أدبية جديدة ستظهر في الأفق في وقت قريب
الترجمة والشعر المنثور
ظاهرتان جديدتان، أو متجددتان في الأدب العربي والمعاصر، تبدوان مرة أخرى بعد أن اختفتا طويلاً. . هما العود إلى الترجمة وظهور الشعر المنثور مرة أخرى
بدأت النهضة الأدبية في أول أمرها بعد ثورة ١٩١٩ بالترجمة عن الآثار الأوربية، وقد كان في مقدمة روادها الزيات وطه حسين والسباعي وخليل مطران والمازني
ثم بدأ أدب الإنشاء والنقد والبناء، وساهم فيه هؤلاء الرواد بدور ضخم. . غير أن ظاهرة العودة إلى الترجمة بدت مرة أخرى في أفق الحياة الفكرية واتصلت في الأغلب بالآثار العلمية والتاريخية
وفي مقدمة الكتب المترجمة الجديدة: الوحدة الإيطالية (لبولتن كيم) الذي ترجمه الفريق طه الهاشمي، وهيلين كيلر للأستاذ مرسي قنديل، وتطور الزراعة للأستاذ نظيف وزير زراعة سوريا
أما الظاهر الثانية فهي (بدعة) الشعر المنثور. . .
لقد عادت مرة أخرى بعد أن اختفت وقتاً طويلاً. . وكدنا أن ننسى هذا اللون. . ويجيء هذا التيار هذه المرة من الشام ومن لبنان بالذات! فقد صدر في الأسبوع الماضي ديوانان منه (أمواج) للشاعرة هند سلامة و (لمن) للأستاذ ألبير أديب
ولاشك أن كتابين من لون واحد في وقت واحد يدعو إلى التسجيل والبحث
وعقيدتي أن هذا اللون هو من أدب الترف يمكن أن يظهر في الأمة بعد أن تستكمل أدوات قوتها وعوامل نضوجها. .، أما الآن ونحن في مرحلة (الثورة). .، وفي مواجهة الأحداث، أحداث التجديد والتغيير، والتحرير والتطهير؛ فما أحوجنا إلى الأدب الجاد الصارم