الشاعر الشريف ذو المجد الاثيل والحسب العريق، ومن الذين لم يكتسبوا بالشعر وهو الذي قال عنه صاحب الجمهرة (كان لبيد جودا شريفا في الاسلام والجاهلية) والتي قالت عنه عائشة رضى الله عنها: رحم الله لبيدا ما اشعره فيقوله:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الاجراب
لا ينفعون ولا يرجى خيرهم ... ويعاب قائلهم وان لم يشعب
فهذا شأن شاعر شريف الا يحق ان يفخر فيقول من ـ المعلقة ـ
من معشر سنت لهم اباؤهم ... ولكل قوم سنة وامامها
فبنوا لنا رفيعا سمكه ... فما اليه كهلها وغلامها
فاقنع بما قسم المليك فانما ... قسم الخلائق بيننا علامها
واذا الامانة قسمت في معشر ... اوفى باعظم حظنا قسامها
قهم السعاة اذا العشيرة افظعت ... وهمو فوارسها وهم حكامها
وهمو ربيع للمجاور فيهمو ... والمرملات اذا تطاول عامها
هذا ما عن لى ذكره ولا اريد ان اختم البحث دون ان اشير الى بيتيه الخالدين:
اهمرك ما تدري الضوراب بالحصى
ولا زاجرات الطير ما الله صانع
سلوهن ان كذبتموني متى الفتى
يذود المنايا او متى الغيب واقع
ولنا رجعة ان شاء الله الى هذا الشاعر حيث نأخذ شعره وحياته واخباره بالتفصيل.
بغدادعبد القادر رشيد الناصري