للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

وهو نفسه يقول في شيخوخته:

ان تقوى ربنا خير نفل ... وباذن الله ريثى والعجل

احمد الله ولا ند له ... بيديه الخير ماشاء فعل

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء اضل

والذي يقول:

وما المرء الا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادا بعدما هو ساطع

وما المال والاهلون الا ودائع ... ولا بد يوما ان ترد الودائع

وما الناس الا عاملان: فعامل ... يتبر ما يبنى، واخر راقع

والقائل يصف الموت ايضا:

وكل اناس سوف تدخل بيتهم ... دويهية تصفر منها الانامل

فهل بعجيب اذن لا يطلب من بنتيه ان لا تعجبا من موته؟

اسمعه وقد سئل عن رأى الناس فقال:

المرء يدعو للسلام وطول عيش قد يضره

= كم شامت بي ان هلكت وقائل لله دره

ولكن ما يهم الميت الذي ينفض الحى ترابه من راحته ان يقول فيه ما يقول؟ اليس الموت غاية الحياة؟ او ليس الناس اثنين اما قادح او مادح.

وبعد هذه كلمة قصيرة ذكرنا فيها طرفا من شعر لبيد الذي سجل فيه سنى حياته، ولبيد هذا من الشعراء البارزين في الجاهلية فقد جاء في الصفحة ٢٩٧ من الجزء الثاني من المزهر (وسئل لبيد من اشعر الناس؟ فقال: الملك الضليل ثم الشاب القتيل (طرقة) ثم الشيخ ابو عقيل ويعنى نفسه) وهو صاحب المعلقة الشهيرة:

عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأيد غولها فرجامها

وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زير تجد متونها اتلامها

فرقفت اسالها وكيف سؤالنا ... صما خوالد ما يبين كلامها

ومنا هذا الفخر الرائع يذكرنا بفخرا بن كلثوم. وغير مستغرب من لبيد ان يفخر وهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>