للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أريد محمداً الذي فرَّق أمر قريش وعاب دينها وسبَّ آلهتها فأقتله!)

فقال له: والله لقد غّرتك نفسك، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً؟ أفلا ترجع إلى أهلك فتقيم أمرهم؟

قال عمر: (وأي أهلي؟)

قال الرجل: (خَتَنُك وابن عمك سعيد بن زيد، وأختك فاطمة زوجهُ، فقد والله أسلما!)

فرجع عمر إليهما وعندهما خباب يقرئهما القرآن، فلما سمعوا صوت عمر أخذت فاطمة الصحيفة فألقتها تحت فخذيها، وقد سمع عمر قراءة خباب فلما دخل قال:

(ما هذه الهيمنة؟)

قال: (ما سمعت شيئاً)

قال: (بلى، وقد أخبرت أنكما تابعتما محمداً على دينه)

وبطش بخَتَنِه سعيد بن زيد فقامت إليه أخته لتكفه عن زوجها فضربها فشجعها، فلما فعل ذلك قالت له أخته:

(قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما شئت)

ولما رأى عمر ما بأخته من الدم في وجهها ندم وقال لها: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون فيها الآن حتى أنظر إلى ما جاء به محمد. وبعد تردد أعطته الصحيفة وفيها (طه) فلما قرأ بعضها قال:

(ما أحسن هذا الكلام وأكرمه!)

وانشرح صدره للإسلام وما لبث أن قال:

(دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم)

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>