وهذه الأخطاء يجب أن يقتفى آثارها إلى منابعها، ويشك فيها. وعندما تصبح واضحة فإن تعاليم القرآن والسنة، ستظهر عدالة هذه القواعد تجاه الرجال والنساء. وستعنى هذه التعاليم - قبل كل شئ - باتجاهات العامة، وتحدد ما يجب أن يكون عليه روح التفكير في القانون وتنفيذه. وهذه الروح - فيما يتعلق بالنساء - لا يمكن أن تكون سوى جزء من المواساة الإنسانية، واحترام الشخصية، واجتهاد لدفع المساوئ التي خلفتها طبيعة المجتمع القاسية الغاشمة.
وبعد فهم هذا الاتجاه ومعرفة قيمته وهضمه تماماً، فأن التشريع القرآني سيفهم على وجهه الصحيح. ويرى المحدد أنه عندما يحدث كل هذا، فإن موقف المسلمين تجاه المرأة، ونظرتهم إلى شخصيتهم ومركزهم الاجتماعي، والتشريعات الخاصة بحمايتهم، كل هذه ستكون أعظم وأكثر سماحة في نوعها، بل إنها تفوق مثيلاتها في سائر الأديان.
إذن فهذا هو العمل أمام المجدد. أن تكون القول بأن أول أعمال المجدد المعارض هو إعادة مجد العقيدة في الإسلام، بين المسلمين الجاحدين؛ وذلك بإثبات أبهى محاسن دينهم بجلاء. ثم إقناع المسلمين المتأخرين (الطراز القديم) بأنهم بمحافظتهم الاجتماعية، وتمسكهم بنصوص القانون الحرفية، إنما يطفئون النور! وإلى جانب ذلك لا يستطيع المجدد أن يقاوم الفرصة للقضاء على الابتسام الكاذب في وجه المبشر، بمهاجمة التقاليد الجنسية في المسيحية. وعلى ذلك ففي مناقشة المسائل الدينية قلما يختلف المعارضون والمخالفون. وليس عجيبا أن المسلمين الذين يعرفون الغرب عن طريق الحياة في المدن الكبرى، والأفلام والقصص والمجلات؛ إن هؤلاء المسلمين ينظرون بازدراء إلى المستويات والتقاليد الجنسية في المجتمع الغربي.