بين أمم العالم. ثم إنه كان يؤمن إيماناً راسخاً بمقدرة أمته للوصول إلى هذا الهدف بما يبذلونه من مساع حثيثة، وما يبدونه من صبر وأناة في مواجهة الخطوب وتقديم مصلحة الأمة على المصالح الشخصية، ولم تكن المصائب لتوهن عزمه الا الأخطار لتفت في عضده ولا المغريات لتصرفه عن نبيل غرضه)
هذا ما قالته عنه قرينته وأقرب الناس إليه، وبمثل هذا أبنه زملاؤه العالم أجمع، إذ لم يكن من بين قادة الدول وزعماء الأمم وساسة الشعوب من لم يفجع بمقتل لياقت علي خان ومن لم يعرب عن عميق حزنه وأسفه لهذا المصاب الجلل، إذ لم يكن لياقت علي خان ما جبل عليه من خلال حميدة وسجايا نبيلة مجرد أنسى يحيا ويموت وإنما كان أكثر من ذلك. كان رمزاً لأمة حية ناهضة ومثلاً لأخلاقها وسلوكها وعواطفها. لقد تمثلت فيه الأمة الباكستانية فمثلها أصدق تمثيل؛ فمن سجايا الأمة الباكستانية أنها تعتز بدينها الحنيف وتكلف بحضارتها الإسلامية العقيدة، وكذلك كان لياقت علي خان رحمة الله إذ كانت له مواقف مشهودة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين لا في ربوع الهند فحسب وإنما في جميع ربوع العالم، فقد نافح عن الإسلام ومبادئه العليا حتى في بلاد الغرب عندما زار أمريكا وكندا قبل نحو عامين. . فقد قال فيما قاله في هذا الصدد إنه إذا كان العالم يحسب اليوم الحساب لكتلتين متناحرتين شرقية وغربية فعليه بعد اليوم أن يحسب الحساب لكتلة ثالثة لا تقصد إلى التناحر أو إلى إثارة الحروب، ألا رحم الله لياقت على خان! كان مسلماً حقاً وكان مؤمناً بالغ الإيمان برسالة الإسلام