للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى ما ذكر من العلوم والآداب. ومن الطريف الذي يذكر عن (جيد) أنه هوى الشعر ردحاً من الزمن إذ راح يجول بخياله فيه؛ فنظم قصائد تعد من القصائد الجيدة في بابها

آراؤه:

يعتبر (أندريه جيد) من العباقرة الذين يمكن أن نطلق عليهم (العباقرة الشواذ): إذ لا تراه إلا قلق التفكير لايعرف الاستقرار ولا يطلب الهدوء، ولم تكن هذه الحال بقصيرة العمر عنده؛ بل كانت ملازمة له بالرغم عنه: ولهذا السبب نراه يتخذ من قوله الشهير دستوراً له في الحياة حيث كان ينادي دائماً:

(إن كل توكيد حتى لو صدر عني ينشئ في نفسي على الفور الجواب الذي أنكره) من قوله هذا يتبين أنه حتى على أقواله لايثبت، بل ينقضها متى شاءت إرادته

لقد طلعت آراء (أندريه) ومبادئه على العالم يوم نشر أول مؤلف له. . المؤلف الذي أحدث ضجة في وقته وقد كان عنوان ذلك الكتاب (مذكرات أندريه والتر) وذلك في عام ذ٨٩١ إذ ذاع صيته وسطع نجمه في عالم الأدب العالمي. . ثم والى (أندريه) بعد مؤلفه هذا النشر ولم يكن في هذه المرة كتاباً؛ بل كان يمطر الصحف بمقالات وقصص وقصائد تحمل مبادئه وآراءه. . وكان هدفه من ذلك أن يدفع الشباب نحو ما يطلق عليه (بالضمير العقلي والثقافي)!

وقد يكون قوله الشهير الذي سنذكره مبدأ مستقلاً بذاته وفيه يبرز (أندريه) اعتداده فيه أنه لا يكتب إلا إلى فئة قليلة هي التي تفهمه؛ وحتى تلك الفئة قد لا يتصورها جيد بتاتاً. . . إذا يا ترى لمن كان يكتب - جيد)

إنه يجيب على ذلك بقوله الذي تحدثنا عنه (إن الذين سيفهمونني لم يولدوا بعد، وإنني أكتب للأجيال القادمة)!

ومن معتقداته أنه يرى أن عمل هذا الشخص لا يدل إلا على طريقة فاشلة من طرق اغتنام الفرص. وهو يقول بأن مثل هذه الحالة هي الخطيئة بعينها، لأن الشخص سيخضع فكرة وآراءه للظروف التي تصطدم به ولا يحركها هو!!

ولهذا فقد كان (جيد) لا يحب الناس الذين تخلقهم الصدفة والمناسبة، بل كان يحب الذين يعيشون عظاماّ ويموتون عظاماً. . . لا لأن المناسبة قد أوجدت لهم تلك العظمة، بل لأنهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>