رسالاتهم معارضة للتقاليد الضيقة التي تسيطر في أيامهم بمثل عليا رحبة صالحة للجميع. حقاً إن الرأي العام كان يقف ضد هؤلاء العباقرة، إلا أن المستقبل كان يحكم بأنهم على حق فيما بشروا به، كما أن الإنسانية باركت هذه الثورات، الثورات المدينة لها بخلقية أعلى وأفضل، وأذاعت في جنبات الأرض أن هؤلاء الذين ثاروا على التقاليد هم النبلاء المحسنون للإنسانية عامة.
ولعل من الخير ومن الواجب أن نلاحظ أن تلك التقاليد الدينية أو الاجتماعية التي عارضها أولئك المصلحون كانت مختلفة أشد الاختلاف فيما بينها، وأن هذه الآراء الأخلاقية، والمثل التي كانوا يدعون لها في الأزمنة المختلفة والبيئات المتعددة تعطينا مشابهة مدهشة عجيبة وانسجاماً خارقاً يجيز لنا أن نقدر أنهم كانوا يصدرون عن معين واحد فيما وقفوا أنفسهم على تحقيقه. وموعدنا ببيان ذلك الكلمة الآتية إن شاء الله.