وجئن بأولاد النصارى إليكمو ... حبالى وفي أعناقهن (المراصع)
وبعد: فأذكر أن عميد الأدب كان دعا الأدباء والكتاب في مقالة (محنة الأدب) إلى أن يشقوا على أنفسهم في الغوص على فرائد اللغة وأسرار البلاغة، وها نحن نستمع إلى نداء الأديب العميد فنكتب كلمتنا ملبين الدعوة منبهين إلى ما يحسن التنبيه إليه وقد سبق قلم. والسلام
عدنان
نسبة البيتين:
في العدد رقم ٩٨٩ من الرسالة الغراء ١٦ يونيو سنة ١٩٥٢ كتب حضرة الأستاذ الفاضل عبد القادر رشيد الناصري يطلب مني أن أشير إلى المصدر الذي استقيت منه نسبة ما يأتي للحسين الخليع في كتابي نديم الخلفاء
بأبي من وددته فافترقنا ... وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
فافترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه علي وداعا
فقد جاء في شرح العكبري لديوان أبي الطيب المتنبي وفي جميع دواوين المتنبي نسبتها للمتنبي وقالهما ارتجالا في صباه
وقد تفضل حضرة الأستاذ الكريم عبد القادر الناصري فهنأني وحياني مبديا إعجابه بكتابي وإني أشكر لحضرة الأخ الفاضل هذا التقدير وأحيي فيه ذلك الشعور النبيل نحو المؤلفين. لا أنكر أن البيتين نسبا للمتنبي في المصادر السابقة وهي في حقيقتها مصدر واحد هو ديوان المتنبي، أما المصدر الذي نسبهما للحسين بن الضحاك فهو زهر الآداب ج٣ص١٦٣. وعلى الرغم مما راجعته من مصادر لم أجد ما يرجح نسبة البيتين لأحد منهما، وقد اعتمدت نسبتهما للخليع لأنه أولا أسبق، والغالب أن ينسب للاحق ما هو للسابق ثانيا، أنهما لرقتهما للخليع أقرب، وثالثا لأن شعر الحسين بن الضحاك ضاع أكثره ونسب إلى غيره من شعره كثير. ومشكلة تنازع الأبيات في الكتب الأدبية تحتاج إلى دراسة طولية وجهود ضخمة وعلى الأخص كل ما فيه (قال الشاعر، وقال آخر، وقال غيره ويقول القائل. . الخ) ومن أمثلة التنازع هذه الأبيات: