إلى الأستاذ محمود غنيم، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد عبد الغني حسن، ومحمد الأسمر. إلى هؤلاء أولا ثم إلى بقية شعرائنا ثانياً. . إلى هؤلاء جميعاً أسوق هذه الكلمات لعلهم لم يسمعوا لأنهم يعيشون في المريخ، أو لعلهم قد سمعوا ولكنهم قد شغلوا عنا بروعة المناصب وسمر الليالي الملاح
يا شعراء النيل: إريقت في (القنال) دماء، وأزهقت في (الأسماعيلية) أرواح، وتمزقت في (بور سعيد) قلوب وأكباد، فثارت نفوس الشغب وفارت الدماء في عروقه وشرايينه، وسلت السيوف في أغمادها لحماية الأرواح الغالية والدفاع عن الحق المهضوم والعرض المنتهك، ونزل إلى ساحة الإستشهاد أبطال وأبطال، وهتف كل باللغة التي يعرفها، وتكلم الشعب بالمنطق الذي يجب أن يكون. . وفي غمار هذه الثورة المندلعة، والحماسة المتدفقة، والأصوات المجلجلة الرهيبة، أرهفنا آذاننا نريد أن نسمع صوت شاعر منكم. قد تجاوبت أصداء هذه المحنة في أنحاء نفسه وحنايا ضلوعه فهزت شاعريته بنشيد يردد أو قصيدة تغنى. . فما وجدنا غير الصمت والصمت العميق. .! إذن فأين تقال القصائد وفي أي مجال تلقى وتنشد؟. ياشعراء الوادي! إذا كان كفاح هذا الشعب في سبيل حريته غير كفيل بإثارة الشاعرية في نفوسكم وإلهاب عواطفكم ووجدانكم. فلا نطقت ألسن الشعراء في غير ذلك. .! ألا حيا الله صاحب (الرسالة). . لشد ما يرجع قلمه صدى صوت الجماهير الكادحة. والنفوس الأبية المكافحة. فيرسل كلمات صارخات تبض بالقوة وتفيض بالإيمان. . وبارك الله في أستاذنا (سيد قطب) مسعر هذه الثورة بقلمه، ومذكي أوارها بعزيمته وإخلاصه. . ورحم الله (علي محمود طه) ذلك الشاعر الخالد الذي إنبعث صوته في الأسبوع الماضي من العالم الآخر يبارك حهاد الأمة، ويمجد كفاح الشعب. . وصدق الأستاذ المعداوي حين قال: (واليوم حين تبلغ المعركة أوجها يتخلف عن الإنشاد شعراؤنا الأحياء. . ترى هل أنتم كما قال المعداوي!؟