للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأرض.

عجباً! ما بالها تترك الأمم الكبرى التي تعد بمئات الملايين تهش بعضها بعضاً وهذه أحوج إلى الفيصل في قضاياها من أمة صغيرة كفلسطين.

أليست هذه المحكمة أجدر بأن تنصف روسيا من أميركا وبريطانيا أو تنصف أميركا من روسيا أو تنصف بريطانيا من هذه وتلك؟

هل إذا تمَّ قضاء هيئة الأمم ال٥٧ على فلسطين يأمن العالم الحرب ويضمن السلام.

ثالثاً - هل لهذه المحكمة الأممية ضمير الفيصل العادل؟ يمكنك أن تحلف صادقاً بالله العظيم وبالأنبياء والرسل أجمعين أن أولئك الوفود المتكأكئين في لايك سكسس وفلاشنغ ميدوز وهم ينظرون في قضايا الأمم المظلومة خالون من الضمير الصالح بتاتاً، لا ذمة ولا شرف. ما معنى أن بعضهم يتغيبون عن المحكمة وبعضهم يمتنعون عن إعطاء أصواتهم؟. معناه أنهم ليسوا ذوي ذمة ولا ضمير، لأنهم يساومون الأقطاب الكبار أو يخافونهم أو يطمعون برشاوى مادية أو سياسية. وأخيراً ظهر أن دنيئاً منهم قبل رشوة ١٠ آلاف دولار. ألا تباً لهذه المحكمة التي ضميرها المال وذمتها المال وشرفها الريال.

قضية فلسطين واضحة كل الوضوح. وكل مندوب من مناديب الـ٥٧ أمة فاهمها تمام الفهم. ولكن الضمير الخرب واقف دونها. فكيف نثق بمحكمة ليس لأعضائها ضمائر ولا شرف؟

حقاً. لم يعد عالم عصر الذرة والكهرباء الخ ممكناً أن يعيش بسلام إلا بقيام محكمة كهيئة الأمم. ولكن بكل أسف ليس لهذه المحكمة ضمير صالح، هي محكمة شيطانية جهنمية، وإبليس الرجيم هو الموحي لها، فماذا يكون مصير الأمم الصغيرة، بل مصير الأمم الكبرى إذا كان إبليس رائدها؟ الحرب طبعاً!.

نحن لم ننته من الحرب أنه لا يزال في العالم بقية من الخير والعيش، وإبليس لن يعود عن طغيانه على ملكوت الإنسان إلا متى دمر هذه البقية الباقية.

أصل السبب في طغيان الشيطان هو أن الرأسمالية تستفحل كل يوم أكثر من يوم، واليهود قابضون على زمامها لأنهم عباد المادة، فما دام في الأرض يهود فهناك أموال تكافح وتثير السلاح وتضع المدافع والقنابل الخ وتدفع الرجال إلى أتون جهنم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>