والمولد النبوي، والهجرة الشريفة، وما إليها، نحتاج إلى تجديد إيماننا بل إلى اعتناق الإسلام من جديد
وأنشد الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي قصيدة تحدث فيها عن قصة الإسراء والمعراج حديث الشاعر المفتن الممتع، وقد ختمها بقوله:
إن من شاقه السمو لواد الـ ... غيب فليحي ليلة الإسراء
يذهب الدهر ليلة بعد أخرى ... وهي فيه حنينه للبقاء
وقد أثار الدكتور منصور فهمي باشا مسألة فلسطين، من حيث مناسبة المسجد الأقصى في الإسراء، فعبر عن الألم لما يحيط به من القلاقل والمخاوف؛ وقد بدأ الدكتور كلامه بأنه لا يحسن الكلام على ليلة الإسراء لأنه ليس من رجال الدين، واستند إلى ذلك عندما أخطأ في إيراد آية من القرآن الكريم. ولا أرى هذا العذر خيراً من الذنب، فقد كان الدكتور عميداً لكلية الآداب وأستاذ الفلسفة الإسلامية بها وهو عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية، ومن كان في مكانه لا تبعد عنه مناهل العلم الإسلامي وأنا لا أحب هذه الكلمة التي جاءت إلينا من الخارج وهي (رجال الدين) فكل مسلم رجل دين.
وقد قفي الدكتور حسن إبراهيم حسن على أثر الدكتور منصور فهمي باشا فتواضع تواضعه. . . وقال قولته تلك، كما قال إنه إنما يعرض للأمر من ناحيته التاريخية البحتة. والدكتور حسن إبراهيم كان أيضاً عميداً لكلية الآداب ولا يزال أستاذاً للتاريخ الإسلامي بها. وقد سلك في حديثه عن الإسراء مسلك الرواية، أعني أنه روى عن فلان، كأنه كان يقرأ في كتاب من كتب السيرة النبوية فلم يقص القصة متماسكة ولم يقل شيئاً من عنده ولا من أسلوبه.
وتطوعت السيدة ملك في ختام الحفلة لغناء قصيدة (وحقك أنت المنى والطلب) فأبدعت فيما لم تخرج فيه عن التلحين المرسوم في غناء أم كلثوم. . . وقد بدت خفيفة مرحة، تضحك وتبادل الدعابة، مما حفز الدكتور زكي مبارك على إدناء مجلسه من المنصة وهو مبرنشق يبدي رغبته في اختطافها لولا أنها في حمى معالي الوزير. . .