وثانيا، أن أحد الأدباء فتح علي بابا كنت أتحاشاه طول حياتي وهو عرضه الإسلام علي. وقد أفهمته بصراحة أني أقرب منه إلى الإسلام، فلم يقتنع. واقترح علي آخر أنه ما دمت اعتقد أن الإسلام كالنصرانية فلماذا لا أعلن إسلامي؟
عجباً! ألكي أزيد ملايين المسلمين واحداً وأنقص ملايين النصارى واحداً؟ (إني أخرج من قضاء الله إلى قضاء الله).
يا عزيزي، إن الدين الإسلامي كالدين النصراني عقيدة للعمل لا للقول. وما دمنا نتجادل بالأقوال وننسى الأعمال فنحن إلى الوراء، في حين أن العالم كله ومنه اليهود إلى الأمام.
كدت أيأس من تقدمنا في ميدان الكفاح العالمي، ميدان بقاء الأفضل والأقوى. أكثر الله من أمثالك أيها الدرناوي (من درنة) لعلكم تنهضون بالأمة العربية وتدفعونها إلى الأمام.
نقولا الحداد
٢ شارع البورصة الجديدة بمصر
النسبة إلى فلسطين:
نشرت جريدة الأهرام الغراء كلمة لأحد مدرسي معهد طنطا تحت عنوان (فلسطي) خطأ فيها استعمال النسبة الشائعة (فلسطيني) إلى فلسطين معتمداً على ما جاء في (القاموس المحيط) في فصل الفاء باب الطاء، وهو فلسطون وفلسطين. . . كورة بالشام. . . تقول في حال الرفع بالواو، وفي النصب والجر بالياء، أو تلزمها الياء في كل حال، والنسبة فلسطي
وأقول: اختلف اللغويون في النسبة إلى فلسطين أهي فلسطيني أم فلسطي وهذا الاختلاف فرع عن الاختلاف في حقيقة فلسطين أهي مفردة وجميع حروفها أصلية أم لفظها لفظ جمع المذكر السالم فتنزل منزلته وتجري مجراه فتعامل معاملته، فمن قال بالأول نسب إليها على لفظها بدون تغيير فيقول: هو فلسطيني وهي فلسطينية، ومن قال بالثاني عاملها معاملة هذا الجمع فرفعها بالواو فيقول مثلا: عاشت فلسطون عربية، ونصبها وجرها بالياء فيقول: دخلت الجيوش العربية فلسطين لتحريرها من الصهيونية العالمية، وتآمرت الدول الأجنبية