قطره (٣٠٦) من الأميال، ثم (فِسْتا) ويقدر قطره بِ (٢٤١) ميلاً. وهناك من الكويكبات ما لا تزيد أقطارها على ميلين، ويتراوح زمن دورانها حول الشمس بين ١. ٧٦ و ١٣. ٧ من السنين، أي أن طول السنة عليها يختلف؛ فبينما سنة أقرب كويكب (سيرس) تعدل ١. ٧٦ سنة من سنينا نجد أن سنة أبعدها (هيدالاكو) تعدل ١٣. ٧ من السنوات
أما أيامها فقصيرة جداً حسب الفلكيون أطوالها فوجدوا أن يوم (إيرس) لا يتجاوز ست ساعات و ١٢ دقيقة، ويوم (أونوميا) لا يزيد على ثلاث ساعات ودقيقتين، ويوم (سيرمنا) يبلغ تسع ساعات وأربعين دقيقة. وهناك مجموعة من ستة كويكبات تسير وتتحرك بطريقة غريبة بحيث تكوّن مع الشمس والمشتري مثلثاً متساوي الأضلاع. والكويكبات صغيرة جداً حسب الرياضيون أوزانها كلها (المعروف منها) فتبيّن لهم أن الوزن الكلي لا يزيد على جزء واحد من ألف جزء من وزن الأرض. وتدل الحسابات وحركات الكواكب في أفلاكها أنه لا يمكن أن يزيد المجموع الكلي للكويكبات - ما كشف منها وما لم يكشف - على جزء واحد من خمسمائة جزء من وزن الأرض؛ ولو كان الوزن أكثر من ذلك لحدث اضطراب في فلك المريخ ولما التزم طريقه الحالية ولأقصى عنها بعض الإقصاء
ولقد كشف العالم الألماني (وِتْ) في أواخر القرن التاسع عشر للميلاد كويكباً صغيراً اسمه (إيروس) يقع فلكه ضمن فلك المريخ وفي بعض الأحيان يتخطاه، ويبلغ قطره خمسة عشر ميلاً ويتم دورته حول الشمس في سنة وتسعة أشهر، طول يومه خمس ساعات وست عشرة دقيقة. وهذا الكويكب يدنوا أحياناً من الأرض حتى يصير على بعد (١٣٨٤٠٠٠٠) ميل، ولقد ساعد هذا القرب الفلكيين على رصده واستطاعوا من ذلك حساب بُعد الشمس عن الأرض وكتلة الأرض بدقة متناهية. واختلف الفلكيون في منشأ هذه الكويكبات فمنهم من ذهب إلى أنها تناثرت من صدام كوكبين، ومنهم من قال بأن سياراً حلّ به القضاء أي التمزيق والتناثر عندما اقترب قليلاً من المشتري، والحقيقة أن العلم لم يصل في هذه النقطة إلى درجة يرضى عنها العلماء ويطمئنون إليها. وقد تبدو هذه الكويكبات لا أهمية لها في علم الفلك، فهي لا أكثر من أجسام صغيرة جداً تسير حول الشمس، ولكنها في الواقع ذات قيمة وشأن في بحوث الفلك الرياضي، فمن حركاتها واقتراب بعضها من الأرض ومن دراسة تأثير المريخ على البعض الآخر من هذه جميعاً وغيرها تتكون لدى