وفي النهاية لمحت الباب، فاندفعت إليه، ومرقت منه - كما دخلته - في سرعة، مصمما على ألا أدخله إلا في ضوء النهار. . .
ورجعت على عقبي إلى المنزل. . وهممت بالدخول، ولكن صوت السيد (لامبير سييه) رن في عاصفة من الضحك. . وحسبت أن هذه الضحكات مني، وخشية أن يفتضح أمري ترددت في فتح الباب. . . وفي هذه اللحظة سمعت ابنة (لامبير سييه) تبدي قلقها علي. . وتأمر الخادمة أن تأخذ المصباح - بينما يعارض الراهب - وتصحب معها ابن عمي الشجاع، الذي لن يقصر أحد في تهنئته بهذا الشرف! وفي تلك اللحظة، تلاشت كل مخاوفي، إلا خوفي من أن أصبح مثار الدهشة من رعبي، فجريت وطرت إلى المعبد، لا خائفا ولا ضالا. . ووصلت إلى المنبر، وصعدته، وتناولت الإنجيل. . ثم هبطت في سرعة، وفي قفزات ثلاث كنت خارج المعبد الذي نسيت أن أقفل بابه، ودخلت مثواي لاهثا، ورميت بالإنجيل على المنضدة مكدودا، إلا أنني كنت مفعم القلب بالسرور لأنني سبقت النجدة التي كانت قد أعدت للبحث عني.