للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: (ومما أخطئه الإنصاف فيه نقده لتيمور إذ يصف فنه بالفتور وبأنه يؤثر اللطف والدعة على الانفعال والحيوية) ولم آت بهذا من عندي، بل أتيت به من (كتب وشخصيات) (ص ١٨٩) حيث يقول الأستاذ في أقصوصتين من أقاصيص تيمور (وكلتاهما تنبعان من قلب إنسان ولكنه إنسان يؤثر اللطف والدعة على الانفعال والحيوية، ضحكته ابتسامة فاترة، وغضبته سحابة باهتة، ووثبته خطوة وانية، وإشارته إيماءة رتيبة، ولكنه على أية حال إنسان.

(هذه الظلال الإنسانية التي تبدو في بعض أعمال تيمور - مع شيء من الشاعرية اللطيفة في بعض الأحيان - هي وحدها التي تجعل الناقد لا يستطيع أن يغفل فن تيمور، وهو يتحدث عن الأقصوصة، مهما كان في هذا الفن من فتور. . .)

أفليس هذا يا أستاذ سيد من (حقيقة رأيك) فتقول (إن الأستاذ لم ينقل حقيقة رأيي) وتوهم بذلك أنني (أخطأني الإنصاف) في عرض رأيك؟! وإن كنت تقصد أني لم آت بما أتيت به في الرد من كتابك على أنه مآخذ أساسية، فإن المجال لم يكن يتسع لذلك، وقد اكتفيت بما أتيت به من رأيك في تيمور لأن اتجاهات المآخذ الأخرى تجتمع عنده، فتماثيل الشمع مثلا التي مثلت بها شخوص تيمور. . . أي شيء هي إن لم تكن الفتور وعدم الانفعال والحيوية؟

أما ما قلته غير ذلك في هذا الموضوع فإنما أقصد به دفع استنكار لون من الأدب لخلوه من خصائص لون آخر، والأدب مختلف ألوانه. وقد نطقت به وليس بيني وبين تيمور أسباب المودة الآسرة التي قال الأستاذ سيد قطب إنه يتمتع بها، والحمد لله على كل حال.

أبو العباس

<<  <  ج:
ص:  >  >>