للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقف أحد في سبيلها.

المعنى الديني:

نشرت جريدة المصري أن البدراوي باشا يريد ان يقوم بنفقات مشروع إنارة مسجد الرسول عليه السلام وكسوة المقام النبوي الشريف. فبعث إسماعيل صدقي باشا إلى (المصري) بكتاب يقول فيه إنه يسعى منذ زمن للترخيص له بكسوة المقام النبوي الشريف، ويرجو البدراوي باشا أن يكتفي بالإنارة ويترك له الكسوة. ولم نعلم بعد ذك ماذا تم بين (المليونيرين) الكبيرين في هذا الموضوع، وإن كنت أود ألا يقبل البدراوي باشا رجاء صدقي باشا حائراً لا يدري كيف ينفق ما أعد للكسوة من مال فيما يعوضه ما يفوته من الثواب، فهو رجل غني ومؤمن، وثمة مؤمنون كثيرون فقراء يحتاجون إلى أن يكون معهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، والوسائل إلى ذلك كثيرة.

هذا وقد تحدث الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر إلى محرر مجلة (الأمانة) في رسالة الأزهر، فقال إنها تقوم على فهم (المعنى الديني الحقيقي) وقد أصاب فضيلته المحز، فما أحوجنا إلى فهم حقيقة الدين والقصد إلى لبابه وجوهره؛ وإني - على ما أفهم من حقيقة ديننا - أعتقد أن تواد المؤمنين وتراحمهم، كأن يساعد الغني الفقير، أرضى لصاحب المقام الشريف، وأوفى إلى تلبية دعوته، وأوفق للعمل بمقتضى رسالته، وأدعى إلى نيل الثواب.

وعلى ذلك جرى أسلافنا الذين كانوا أقرب منا إلى عهد النبوة وأكثر فهما لروح الإسلام. ومن الملاحظ أن الاهتمام بالمظاهر والشكليات كثر أو وجد في العصور المتأخرة، حتى كان الحكام الذين أمعنوا في أخذ أموال الناس بالباطل، ثم يرى أحدهم أنه ما عليه من ذلك بأس مادام يمحو سيئاته ببناء مسجد أو إنشاء (تكية). والله أعلم.

(كتب وشخصيات):

عقب الأستاذ قطب على ما كتبته في الرسالة عن كتابه (كتب وشخصيات) فبين وجهة نظره إزاء ما ارتأيته في مسائل تضمنها الكتاب، وقد كنت أعتبر الأمر منتهيا بذلك - على اختلاف وجهة النظر بيننا في تلك المسائل - لولا ما جاء في رده خاصاً بنقده لتيمور، فقد رأيت فيه ما يحتاج إلى هذه الكلمة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>