للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدورة الماضية وما استعد به للدورة الحاضرة، وقد عرض في حديثه لصلة المجمع بالحياة العامة فقال: (فأهل العلم والأدب يتصلون بالمجمع ويغتبطون بجهده المشكور، وأهل الصناعة والفن يقدرون ما يصيبهم من عمله الموفور، حتى أهل الفكاهة والدعابة فلرصيدهم على حساب مجمعنا لطيف الفكاهات وطريف التندرات، فالمجمع إذن يتصل بالحياة العامة على اختلاف ألوانها، وله أن يغتبط حين يشهد انتفاع الجادين بجهوده، كما أنه لا يضره أن يتنادر الظرفاء المتفكهون على حسابه، ولعلنا لا ننسى قصة الشاطر والمشطور، وحكاية الأرزيز والعرعور. . .)

وفي نهاية أشار الأستاذ إلى أن مجلة المجمع ستعود للظهور عن قريب، وأن المجمع سيستأنف العمل في معجم فيشر بعد أن انقطع العمل فيه منذ قيام الحرب الماضية.

ثم ألقى الدكتور طه حسين بك بحثاً ضافياً قيما موضوعه (فن من الشعر العربي يتطور بأعين التاريخ)، وليس هذا الفن إلا الرجز الذي ظلمه علماء الشعر وسموه حمار الشعراء، وقد عرض الدكتور الباحث لنشأة هذا الفن، وتاريخه، وتطوره، كما عرض لذكر أعلامه والمبرزين فيه وما كانوا يؤثرون في تعابيرهم وفي تناول موضوعاتهم، وبعد أن استوفى نواحي البحث أهاب بالمجمع وبرجاله أن يقرءوا هذا الفن من الشعر وأن يعنوا بدراسته فانهم سيجدون فيها كنزاً للغة يمكن الانتفاع به واستخدامه في النهوض بالعربية وتوسيع مادتها. .

وألقى بعد ذلك الأستاذ محمد كرد علي بك بحثاً موضوعه (تطور الألفاظ والتراكيب والمعاني)، فأشار إلى عناية العلماء السابقين بهذه الناحية، وما كان من بالغ حرصهم في تحرير اللغة ورعاية التراكيب العربية إبان نهضتهم العلمية، ثم تحدث عن صنيع الكتاب والمترجمين في هذا العصر وما يرتجلونه من التراكيب الأعجمية والتعابير المخالفة لدستور العربية وأرجع ذلك إلى عجلة كتاب الصحافة حيث لا يجدون وقتاً للتروي والتفكير ثم أشار بما يجب من استغلال الكنوز القديمة التي حفظها لنا القدماء في هذا الباب.

وتحدث أخيراً الأستاذ (ماسنيون) نيابة عن إخوانه المستشرقين، فتكلم عن خصائص المعجم العربي فقال: (لقد ألزمنا الطلاب في لجنة تخريج الأساتذة باستعمال المعجمات

<<  <  ج:
ص:  >  >>