العربية المحضة كالمنجد وأقرب الموارد والقاموس المحيط واللسان والتاج وبذلك اضطروا أن يسبحوا في البحر المحيط ومحيط المحيط ولا سفينة لنجاتهم من هذه المخاطر إلا بالالتجاء إلى معجم لا أجد الآن منه نموذجاً كاملا وإن كنت أجد صورة ناقصة منه في المخصص لابن سيده وتهذيب الألفاظ لابن السكيت والألفاظ الكتابية للهمذاني وجواهر الألفاظ لقدامة، ولهذا النوع من المعاجم مستقبل عظيم ونحن إليه في حاجة ملحة لتخريج أساتذة العربية في الخارج.)
وكانت كلمة الأستاذ (ماسنيون) ختام المؤتمر.
الأب أنستاس الكرملي:
نعي إلى أبناء الضاد منذ أيام العالم اللغوي الحجة المرحوم الأب أنستاس الكرملي صاحب مجلة (العرب) وعضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية.
ومكانة الأب الكرملي غير منكورة ولا خافية، فقد أمضى حياته الطويلة باحثاً متقصياً موفراً كل جهده ونشاطه لخدمة العربية وفقهها والتوسع بمادتها، وكانت له في هذا جولات واسعة النطاق، ومباحثات قوية عنيفة، وكان للأب أنستاس نظريات في أصول العربية واشتقاقاتها، وكان له في ذلك اتجاه يناقشه فيه غيره من اللغويين ولكنها على أي حال نظريات تشهد بالجهد والتبحر في فهم أسرار العربية والتمكن من فقه اللغات الأخرى.
ولقد كان رحمه الله طول حياته أوفى ما يكون نشاطا وهمة في الدراسة والإنتاج، وكان مناضلا في الطراز الأول فلا يسكت على مناقشة ولا يتغاضى على خطأ، فلاشك أن فقده جاء خسارة للعربية، وأن نعيه قد شق على زملائه خاصة وعلى أبناء الضاد عامة، ولعلنا نجد من فراغ النطاق ما نوفيه به حقه في ترجمة حياته وشرح نظرياته.
رحمه الله رحمة واسعة وعوض العربية فيه خيراً.
حروف عربية جديدة:
تحدثت الأنباء الواردة من (نيويورك) بأن السيد نصري خطار قد ابتدع طرازاً جديداً من الحروف العربية، ووضع لهذه الحروف قواعد لاستعمالها في الطباعة والآلات الكاتبة، وأن شركة الآلات الصناعية قد قررت استعمالها فعلا في آلاتها الكاتبة.