للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد تحدث الأستاذ الخطار نفسه عن مميزات هذه الحروف فقال: إنها ترجع إلى تسهيل القراءة عل المبتديء، والاقتصاد العظيم في تكاليف الطبع، وتصغير الكتابة دون الإخلال بشرط الوضوح.

ومن المعروف أن مسألة الحروف العربية مثار ضجة كبيرة في دوائر المجمع اللغوي منذ عام، وقد وضعت في ذلك رسائل وكتب، ومن قبل كانت هذه المسألة مثار مناقشة طويلة ومجال اقتراحات متعددة من علماء العربية وخاصة من المستشرقين. ففيهم من يريد أن يختصر المسألة من أقرب طريق، فيقترح استعمال الحروف اللاتينية مكان العربية دفعة واحدة، وفيهم من يقترح تحوير الحروف العربية وتهذيبها حتى تفي بالحاجة.

والطريقة التي آثرها السيد الخطار هي تحوير الحروف العربية إلى ما يشبه اللاتينية في الشكل وكتابتها منفصلة، ومن المعروف أن الحروف العربية في الخط الكوفي وفي الخط النبطي، كانت تكتب منفصلة، فطريقة الانفصال قديمة، وطبيعة الحروف العربية بشكلها الراهن لا تستعصي على الانفصال، فلا ندري لماذا آثر الأستاذ الخطار ذلك التحوير فيها إلى ما يشبه الحروف اللاتينية، وهو تحوير ستكون المشقة به أكثر من الفائدة منه.

الواقع أن المسألة ليست مسألة تشابك الحروف وانفصالها، وليس بنا من حاجة إلى ذلك التحوير في هيئة الحروف التي ألفناها واعتادتها أنظارنا، وإنما العناء يأتي من قواعد الكتابة العربية وتعقدها في استعمال الهمزة والألف اللينة وغير ذلك مما يضجر علماء العربية أنفسهم، فهلا تكاتف علماء العربية على تذليل هذه المسألة فإن ذلك يكون أجدى وأنفع؟!

هل استفاد الأدب من الحرب؟

هذا موضوع مناظرة، أقامتها جماعة الفكر العربي في الأسبوع الماضي، وأيد الرأي فيها الدكتور زكي مبارك والآنسة روحية القليني المتخرجة في كلية الآداب وعارضه الأستاذ علي الجندي والآنسة زينب عبد الحميد.

وموضوع المناظرة جدير بالبحث والدرس، لأنه يمس ناحية كان لها أثرها الظاهر والباطن في الأدب وفي الاتجاه الفكري، ولكن تبادل الكلام بين المتناظرين جرى على الشأن الدارج في مناظراتنا ومحاضراتنا وهو حب الغلبة، والتأثير على الجماهير بالعبارات الضخمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>