١ - إن الرس الأصيل لهذه المادة وارد في العربية وحدها، دون بقية أخواتها السامية. وهذا الرس هو الثنائي (خت)، المراد به: طعن بالسنان متداركاً. وهو بدء المعاني المتطورة، وفي الطعن قطع.
٢ - توسع الثنائي (خت) بزيادة النون تذييلاً، فنجم عنه الثلاثي (ختن) ومعناه الأول: قطع، من باب الإطلاق. وهذا مدلول القطع وارد أيضاً في الأكدية، في لفظة (ختانو). ومنه (ختنو): سكين، موسى، أي آلة القطع. ثم دل في الأكدية أيضاً على (الحماية). لأنها متوقفة على منع أو قطع الأذى منأن ينزل بالشخص المحمى.
لكن في العربية وحدها جاء، من باب التقييد، الفعل (ختن) بمعنى قطع القلفة. والفاعل أو المحترف (خاتن)، والمفعول أو المتحمل العملية (مختون وختين)، واسم العمل (الختن والختان) ثم الدعوة أو الوليمة بمناسبة الختان. و (الختانة) حرفة الخاتن. وورد في السبئية (مختن): دار الختان.
كل هذه الفحاوي المتضمنة في فعل (ختن) ومشتقاته لا وجود لها في العبرية، ولا في السريانية ولا في الحبشية لأن الفعل المستعمل في العبرية لدلالة على الختان هو (مول)، والختانة (ميلة) والخاتن (موهيل). وفي السريانية ينظر إلى فعل (ختن)(جزر) والختانة (جزرتا)، والخاتن (جازورا). كذلك الحبشية لا اثر فيها لفعل (ختن) فإن الوارد فيها فعل (كسب). (مقابله في العربية: (كسف) و (جزر)(ينظر إليه في العربية: جزر) وكلاهما بمدلول: ختن.
في العربية، يطلق اسم (الختن) على أبي الزوجة، وعلى كل من كان قبل المرأة، مثل العم والأخ. ويراد به أيضاً زوج ابنة الرجل، أو صهره. ومنه صدر فعل خاتن صاهر.
في العبرية، وردت لفظة (ختن) دالة، كما في العربية، على الحمى أو أبي المرأة و (خوتن) بمعنى الصهر، أو زوج بنت الرجل، والعريس، والمختون أما السريانية فلا يوجد فيها إلا كلمة (حثنا) بمدلول الختن والصهر. ومن (حثنا) اشتق ارتجالا المزيدان (حثين) و (إثحثين). صاهر، تزوج. أما أبو المرأة فيقال له:(حيم).
في الأكدية، يطلق (ختانو) على الحمى والصهر معاً أما الحبشية فلم يرد أدنى صيغة من هذه المادة بمعنى الحمى والصهر، لأن المستعمل فيها هو (مرعاوي): صهر عريس.