للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومؤثثه (مرعات): عروس و (حم) بفحوى الحمى.

كل ذلك يدلك على أن هذه المادة قد بدأت في العربية وحدها وتوسعت بطريق التطور الطبيعي والمنطقي، من الثنائي (خت) إلى آخر المداليل لفعل (ختن) ومشتقاته. وتماثلها الأكدية في ذلك ببعض المماثلة. أما العبرية ولا سيما السريانية - فالتطور ناقص. إذلافعل مجرد فيهمايدل على الختان.

ولمعترض أن يقول: أية مناسبة بين (الختان) ورابطة القرابة الأهلية بين الأسر؟ الجواب على هذا هو أن التاريخ يعيدنا كثيراً في شأنه لأنه يعلمنا أن (الختان) كان عند أغلب قدماء الشعوب، من الشروط الضرورية لدخول المرء في الحياة الاجتماعية، ومن الأمور الممهدة للحياة الزوجية، فكان يجري قبل الزواج. وكان الأب، أو رب البيت يقوم بهذا العمل. وشاهد عمل إبراهيم الذي ختن هو ذاته ابنه إسماعيلومن كان في بيته.

وكان من حقوق الأب أن يشترط على من يخطب ابنته، أن يختن قبل زواجه، ولما كان الأب هو الخاتن، أو الملزم بختان صهره، دعى في العبرية والعربية (ختناً) أو قل (خاتناً).

وإذا كان خاطب بنت الرجل أو صهره ملتزما بأن يكون مختوماً قبل زواجه، سمي أيضاً في العربية والعبرية (وفي هذا وافقتهما السريانية)، وفي الأكدية باسم (الختن) بمعنى المختون أو الختين.

ومن يعرف العبرية ويطالع العهد القديم من الكتاب المقدس يجد التأييد لما بسطناه فيكثير منالموان. من ذلك ورد (ختن) في النص العبري بدلالة الحمى، وفي الآياتالتالية: خروج ١: ٣، ١٨: ٤، ١ - ١٥. قضاة ٦: ١، ١١: ٤. وجاء

(خوتن) بدلالة الصهر، في هذه الآيات الأخر: سفر الخلق ١٢: ١٩؛ خروج ٢٥: ٤؛ قضاة ٦: ١٥، ٥: ١٩ - ١؛ سموئيل ١٨: ١٨؛ ١٤: ١٢.

١٣ - ومن باب التوسع، شمل أسم (الختن) غير أفراد من العائلة، كالعم والأخ؛ لا؛ بل أن جميع أقارب المرأة يدعون (أختاناً) بالنسبة إلى الصهر، أو زوج بنت الرجل.

فأين من كل هذه الحقائق الجلية زعم القائل (ختن حرف سرياني) ومراده بذلك أنه دخيل في العربية من السريانية. ومن هذا لابحث يظهر بوضوح تفوق العربية على أخواتها السامية، لصيانتها الأصول القديمة، والرساس البدائية. وتتجلى أيضاً فائدة (الثنائية واللسنية

<<  <  ج:
ص:  >  >>