إن بترول الحجاز والعراق والبحرين ليس لأهل العراق ولا لأهل الحجاز ولا لأهل البحرين، إنما هو ملك الله، لأنهم لم يزرعوه حتى يستغلوه، ولا صنعوه حتى يتاجروا به، فيجب عليهم أن يدفعوا ضريبة ثقيلة عليه الله!!.
يجب أن نحاسبهم، أو أن الله يحاسبهم، وحسابه صعب جداً!.
أو ليس عاراً أن ننتظر من الجنرال جلوب والمستر سبيرز وغيرهما من أنصار العرب أن يتسوّلوا لكم مائة أو بضع مئين من الجنيهات وهي (لا تقيم حجة ولا تقلي عجة) في إغاثة المنكوبين؟ ألا تكفيهم هذه النجدة أسبوعاً أو أسبوعين؟ وبعد ذلك بمن يلوذون؟ أبكم أو بالموت؟؟!!.
أتستسيغون أن تحذوا حذو اليهود في أمريكا وهم أغنى أغنيائها حتى كانوا يتسولون المال من نصائرها بلا خجل ولا حياء، حتى جمعوا من هذا التسول نحو ١٧٢ مليون ريال. ولما سئل عميدهم أين يذهب هذا المال؟ قال ٤٢ بالمائة منه يذهب إلى فلسطين، والباقي إلى منكوبي اليهود في أوربا.
فبغت ذلك النصراني الذي كان قائماً بجمع المال لهذا الغرض الذي يسميه إنسانياً، وما شعر إلا حينئذ أن اليهود لا يقدرون هذا العمل الإنساني، بل يحسبونه ربحاً جزاء الحيلة التي احتالوها على ذلك الرجل الإنساني لكي يحض إخوانه النصارى على هذا العمل الإنساني. فأجاب: لا. لا. هل أنا أجمع المال لكي ينفقه اليهود في حرب العرب، أم لكي ينفق على المتشردين اليهود! هنا أكف عن هذا المسعى. السلام عليك.
عار يا قوم وأي عار أن تتدفق خزائنكم بالأموال وأنتم ناعموا البال، ثم تصموا آذانكم عن صراخ إخوانكم وتغضوا أبصاركم عن شقائهم!!.
يا ناس! إن إنقاذ اللاجئين أهم من إنقاذ فلسطين الآن! فلتهتز أريحيتكم ولتتحرك عواطفكم قبل أن تبتلوا بما ابتلي به إخوانكم عن يد يهود فلسطين أنفسهم! المصيبة مصيبتكم! والويل ويلكم! أما أحسستم بالألم والشقاء؟ أم أن أعصابكم مخدرة؟ أم أن عقولكم سكرى؟ أم أنتم في غيبوبة؟ أم في سكرة الموت أو حشر جته؟!.
وأما الجامعة العربية الموقرة. . . فحتى متى تصبر على مراوغة برنادوت والوقت يأكل