ولما يصدر الكتاب بعد من المطبعة، ولكنا اطلعنا على نخبة من فصوله في المجلات المختلفة، ومن هذه الفصول نلخص بعض ما يطيب الإطلاع عليه لقراء العربية
كتب عن إمبراطور إيران صاحب الجلالة رضا بهلوي بعنوان (ملك الملوك) أو شاهنشاه بالإيرانية، فذكر جهاد جلالته في كفاح الجهلاء من رجال الدين الذين يحاربون الإصلاح باسم القرآن، وما يحاربونه في الحقيقة إلا بما يجهلون من العلم ومن القرآن، وذكر اجتهاده في تعليم نفسه وقال: إن ظهوره كان أكبر حادث في التاريخ الفارسي بعد أيام جنكيز خان، وإنه كان قبلة الآمال حين فكرت فئة قليلة من الشبان في إنقاذ البلاد من الفوضى والفساد، فجمع حوله ألفين وخمسمائة من الجند وتقدم إلى طهران في العشرين من شهر فبراير سنة ١٩٢١ فاستولى عليها بغير عناء
ويقول المؤلف إن الشاه يستيقظ في الخامسة من الصباح، وليس في المملكة موظف كبير إلا ويتوقع دعوة منه في أي وقت من أوقات الليل والنهار للحضور إلى القصر بعد خمس عشرة دقيقة، وهو يستحث وزراءه إلى العمل الناصب فيفخرون بالعمل ويفخرون بإيران
ويقال إن الشاه أوسع الملاك أرضاً في أرجاء القارة الأسيوية، وأنه يملك أعظم الفنادق الكبرى، ويجعل السياحة في البلاد الفارسية حكراً للدولة، وليس على الدولة ديون بل لها موارد في احتكار السكر والشاي والملح والتجارة الخارجية، والنقل والنفط وما إلى ذلك، وتنفق كلها على المرافق العامة والإصلاحات الداخلية. وقد وهب الشاه بلاده كل ما عنده من الذهب منذ عهد قريب.
ولا يطيق الشاه تعصب الجمقي من رجال الدين. فمن ذلك أن جماعة منهم هجموا على موظف أمريكي في السك القنصلي فقتلوه لأنه التقط صورة شمسية لمحفل من المحافل الدينية، وكانوا بقيادة رجل يزعم أنه من نسل النبي عليه السلام. فأمر الشاه بمحاكمته وصدر الحكم عليه بالموت، فمات، وكان عبرة لغيره من الجهلاء الذين يسيئون بهذه الحماقات إلى سمعة البلاد.
وقال إن الشاه تدرج في إلغاء الحجاب فأصبح نساء المملكة جميعاً سافرات، وإنه يقتدي بالغربيين، ولكنه لا يستسلم لأحد منهم في سياسة داخلية ولا سياسة خارجية. وقد ألغى خطوط الطيران الألمانية والإنجليزية وسمح للطائرات الهولندية وحدها أن تطير فوق