وندع ما أشار به الكاتب إلى (خصوصيات) الشاه، ونذكر بعض ما رواه عن (الإنسان الإله) أو إمبراطور اليابان ومن أنهم يستأنسونه شيئاً فشيئاً لأنه يعيش حتى الساعة عيشة الأرباب المعبودين، فلا يتكلم في المذياع ولا يجوز لأحد أن يصوره ولا أن يحدجه بنظره، وأنه مع هذا ينظم الشعر ويقيم في قصره مكتباً للمسابقات الشعرية تعرض فيه المنظومات كل سنة ويشترك الإمبراطور فيها وإن كان لا يشترك في الجوائز الممنوحة للسابقين
ونقل المؤلف عن بعض المصادر أن السياسي الياباني الكبير الأمير (إيتو) قد استشار بسمارك أثناء زيارته لبرلين في أمر الدستور والقواعد النيابية فقال له ضريبه بسمارك إن الشرط الأول لنجاح المملكة الدستورية هو اعتصام الملك بثروة كافية وافية. وعلى هذا يقول المؤلف إن رأس مال البيت الإمبراطوري هو الثالث أو الرابع بين رؤوس الأموال في الديار، وإن للإمبراطور أسهماً في كثير من الأعمال الصناعية والسكك الحديدية وخطوط الملاحة، ومع هذا لا يأذن العرف للإمبراطور بحمل النقود كما يقولون.
وكتب عن زعيم الصين (شيان كاي شيك) فقال: (إنه لغز من الألغاز النفسية لأنه لدود الخصام شديد الصرامة في النظام، ومع هذا يصفح عن كثير من أعدائه ويوليهم المناصب ويلقي عليهم التبعات.
يستيقظ عند الفجر ويدأب على العمل حتى المساء، ويحب أن يؤدي أعماله وهو مضطجع، وينام قليلاً أثناء النهار على صوت الأغاني التي تدار له على الحاكي، ويختار من الأغاني أنشودة دينية لشوبير، ويعلم مرءوسوه في الحجرة المجاورة أنه قد نام ساعة ينقطع الإنشاد.
لا يدخن ولا يشرب الخمر، وقلما يتعاطى القهوة أو الشاي، وله يومية يواظب على تدوين الملاحظات فيها؛ ويقال إنه نجا من الموت مرة بفضل هذه اليومية، لأنها وقعت في أيدي المعتدين عليه فقرءوها فبدا لهم الرجل في حياته الخاصة بعد قراءتها على صورة غير التي تعرضها لهم مغامراته السياسية، فأحجموا عن قتله
رياضته المختارة السير على الأقدام فوق التلال، أو تناول الغداء في الخلاء، ولا يزجى الفراغ في غير القراءة، وأكثر ما يقرأ في الكتب الصينية القديمة، وشعاره من كلام كونفشيوس الحكمة التالية: