للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(من أراد أن يحكم أمة فعليه أن يحكم أسرة. ومن أراد أن يحكم أسرة فعليه أن يروض جسمه قبل ذلك بالرياضة الأدبية. ومن أراد أن يروض عقله فعليه أن يخلص في نياته ومقاصد حياته. ومن أراد الإخلاص في النيات فعليه التوسع في المعرفة)

ومفتاح أخلاق الزعيم الصيني العناد والصبر والمثابرة. ويبلغ من يقينه بصوابه أنه ينتظر من أعدائه أن يثوبوا إليه مع الزمن نادمين موافقين ولو طال الانتظار

مرتبه ألف ريال صيني في الشهر، وهي تساوي مائتين وخمسين من الريالات الأمريكية. وهو سعيد في حياته المنزلية تعاونه زوجة فاضلة من بيت كريم هو بيت أستاذه زعيم الصين الأكبر (سون ياتسين)

ولا يزال وفيَّا كل الوفاء لأستاذه الجليل. ففي صباح كل يوم من أيام الاثنين يقام في معسكره حيثما كان اجتماع عام يحضره نحو ستمائة من أعوانه، وتعزف الموسيقى سلاماً فيقف جميع الحاضرين، ويرفعون القبعات وينحنون ثلاثاً راكعين أمام صورة كبيرة لسون ياتسين، ثم يتلو شيان كاي شيك وصية أستاذه في خشوع واتئاد كما يتلو الصلاة، ثم يسأل الحاضرين السكوت دقائق ثلاثاً يعقبها بإلقاء موعظة تستغرق الساعة أو أكثر من ذلك، يعرض فيها على أستاذه أعماله وحساب أسبوعه كما يعرض المرؤوس تقرير الأسبوع على رئيسه الذي هو مسؤول بين يديه، ويظل السامعون والمتكلم واقفين طوال وقت الاجتماع، ثم ينفضون خاشعين بعد أن يؤذنهم الخطيب بكلمة الختام)

ويرى المؤلف أن شيان كاي شيك ربما كان اقدر أبناء الصين منذ العهد الذي بنى فيه الحائط قبل المسيح بثلاثة قرون

ولا يتسع المقام لتلخيص ما كتبه عن غاندي وجوهرلال وغيرهما من أعلام الهند والقارة الآسيوية، فلعلنا نرجع إلى تلخيص الطريف النافع بعد صدور الكتاب

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>