في هذه اللحظة نفسها اشتد هجوم الأعداء في شرق السور الشمالي وتوالت أصوات المدافع وتعالت معمعة المدافعين على السور وأصوات البكاء والعويل والصراخ داخل المدينة كأن الأعداء قد اقتربوا من جانب السور هناك.
فأدبر (هونغ سين) ودنا إلى شرقي السور الشمالي ساكتاً صامتاً يسمع الجندي يقول: (يا للخطر! إن عدد المدافعين هناك غير كاف، وإني لذاهب إلى مساعدتهم.)
رأى الجندي ينهض من مكانه فيضع على كتفه بندقيته ويمشي نحو الشرق الشمالي.
فناداه (هونغ سين): (أنتظر!)
فأقبل الجندي ووجده واقفاً واجماً رانياً إلى شرقي السور الشمالي ولا يذهب إلى الجنوب.
فسأله الجندي:(مالك يا أخي؟)
فلم يجبه ببنت شفة وهو لا يزال واقفاً في مكانه شاخصاً ببصره.
قال الجندي:(أنا ذاهب)
(نذهب معاً)
فهز (هونغ سين) رأسه هزة ومسح بكمه مدامعه وأخذ يعدو مع الجندي نحو شرقي السور الشمالي الذي اشتدت عليه قنابل المدافع اليابانية.