فسأله (هونغ سين) مبتسماً: (لا يهمني هل أشبه الجندي في الصورة أو لا أشبهه. قل لي هل أشبه الجندي في الدفاع؟)
قال الجندي معجباً به:(نعم ما رأيت قط جندياً باسلاً داهية مثلك!)
ثم شبع الجندي فكثر حديثه فقال. (ألا إن المتطوعين في هذه المرة كثيرون، وكنا بعد ظهر أمس ندافع في جهة الجنوب فجاء طالب من طلبة المدارس ليساعدنا على الدفاع، وما كان أشجعه في القتال! ولكنه واأسفاه لم يكن يدري كيف يختفي وراء شرفات السور فأصيب بعد قليل بجرح.)
قال (هونغ سين): (أكان ذلك بعد ظهر أمس!)
(نعم.)
(كيف شكله؟)
(أقصر منك بقليل ويشبهك في السحنة غاية الشبه.)
قال ذلك وهو يديم النظر إلى عيني (هونغ سين)
فسقط على الأرض ما بقي في يد (هونغ سين) من لفافة التبغ
فسأل الجندي فزعاً:(هل يلبس الزي الأزرق الخاص بالطلبة؟)
(نعم.)
(أجرحه في خطر؟) قال هذا وهو فاغر فاه ينتظر جواب صاحبه الذي قال:
(جرح في ترقوته اليسرى، فإذا أتيح له من يسعفه أمكن أن يشفى؛ ولكن أنى يكون لنا فراغ لنعتني بجرحه؟ فتساقط المسكين على الأرض وجعل ينادي: (يا أماه!) فسأله على سبيل المزاح