الصيفي إلى ١٨ْ بعد الغروب بنحو الساعة والنصف وعندها يحل الليل ويزول الشفق تماما.
أما في البلاد البعيدة عن خط الاستواء فأن الشمس تنحدر في غروبها صيفا انحدارا بطيئاً فيمتد أمد الشفق. وإذا راعينا أن غروب الشمس ذاته يجيء متأخرا صيفا في البلاد الشمالية أدركنا نتيجة هذين الظرفين مجتمعين في إطالة النهار. وأذكر أنني أثناء إقامتي في إنجلترا كنت أستطيع أن أطالع كتبي وقت الصيف في حديقة المنزل على ضوء النهار إلى ما بعد الساعة العاشرة مساء.
ومن الممكن إذا عُلم خط عرض المكان حساب مدة بقاء الشفق. فعند خط عرض باريس مثلا يمكن بحسبة بسيطة معرفة أن انخفاض الشمس وقت الانقلاب يصل إلى ١٨ْ عند منتصف الليل، فأن شفق الغروب يبقى إلى منتصف الليل، وعندها يبدأ شفق الشروق وبعبارة أخرى لا يكون هناك ليل حقيقي في ذلك اليوم. وفي شمال إنجلترا تبدأ هذه الظاهرة بشكل أوضح إذ يمتزج الشفقان ويبقى نور الشمس (المنعكس عند طبقات الهواء العليا) واضحاً طول الليل. وإذا قلنا إن نور الشمس يمكن رؤيته عند منتصف الليل عند خطوط العرض التي تقع شمال باريس فيجب إن نذكر ان هذا النور يكون ضئيلا، ومن السهل أن تكسفه أنوار المدينة أو نور القمر، ولذا يحسن إذا اريدت رؤيته أن يخرج المرء إلى الريف البعيد عن الأضواء الصناعية بشرط أن يكون الشهر القمري في أوائله أو آخره. ومما يساعد على حسن رؤيته وجود أجسام معتمة كالأشجار مثلا على الأفق.