قطع من الصبر والبلادة وموت النفس والهوان والسآمة. . .
عيونها عميقة تنظر بهدوء لما حولها كأنها عيون فلاسفة فرغوا من حل جميع العقد والمشكلات وليس لها دموع تبكي بها وتعلن الشكوى. . .
تريد أن تفرج عن قلوبها فترسل صوتها لترتاح، فتخرج قلوبها مع همومها من حلاقيمها في صوت منكر فيأبى الناس عليها ذلك ويردون أصواتها وهمومها إلى نحورها. . .
اغفروا أيها المالكون للمملوكين إذا تنفسوا
ارحموا الأغبياء المحدودين فإنهم ما خلقوا أنفسهم حتى يعاقبوا أو يعاتبوا. . .
لا البلبل خلق نفسه ولا الغراب يا أولى الألباب!
ترى، متى يشعر الفلاحون والعمال بالرحمة لهذه المخلوقات فيعاملوها معاملة رفقة العمل؟ ولكن الفلاحين والعمال لا يشعر رعاتهم نحوهم برحمة. فهم كذلك لا يشعرون بها لرعاياهم. كْيلاً بكَيْلٍ. . . والموج دائماً ينحدر من الأعلى للأدنى. . .
متى يأتي اليوم الذي ترتاح فيه هذه المخلوقات وتتخذ للزينة والجمال وحدهما وتقتني في حدائق الحيوان كمخلوقات أثرية تدل على عهد باد من عهود شقاء الإنسان وشقوة سكان الأرض معه؟
هو اليوم الذي تقتني فيه كل فلاح وعامل حاجته من مخلوقات الحديد والفولاذ