فأجابها: لاشيء. . فكرة ألمت بي ولكنني أريد أن أقترح عليك. . عملا نقوم به سوية. . فما رأيك. .
فأجابته: حسناً تفعل. . وما هو. .؟؟
قال: ماذا تقولين. . فإن ما أحصله من المال. . يكفيني. . ويكفي والدة لي - لو كان لي والدة - فهل ترضين. . أن تشاركيني العيش مع طفلك الصغير. . وبذلك نضع جل اهتمامنا في تربية هذا الطفل. .
فصاحت الأم من أعماق فؤادها بعد ما سمعت ذلك. . وهمت أن تركع أمامه لتشكر رجولته. . وتحي شهامته. . ولكنها تمتمت بعدما غلبها الدمع: يالك من رجل. . تريد أن تنق حياة طفل بريء. .
وبعد مضي مدة من قيام هذه الأسرة على قدم من الفقر وساق من الفاقة. . كان خلالها جان قد أنهى روايته الجديدة التي أطلق عليها أسم (اليتيم) وما أن انتشرت بين الناس حتى نالت رواجاً لا مثيل له. . وأحرزت تقديراً من جميع القراء على اختلاف ميولهم وأهوائهم. . فقد أحس كل فرد منهم بالروح الحية التي تنبض فيها. . وفي أحد الأيام. . التقى جان برئيس تحرير الجريدة. . فبادره قائلاً: إنني أرحب بك اليوم. . وأقدم لك أجمل التهاني. . وأعظم التمنيات على روايتك (اليتيم) وإنني أصبحت أحد المعجبين بها. . فقد لاقت. . رواجاً كبيراً في أكثر المدن. . فإذا كتبت بعد اليوم قصة أو رواية. . فابعثها إليَّ كي أنشرها لك بكل سرور وامتنان مقابل ثمن ترضى عنه. .
ومنذ ذلك الحين حالفه. . وأقبل النجاح عليه. . فأبح من الكتاب المرموقين في المدينة. . بينما لم يغير منهاج حياته. . وظل يعيش مع الطفل وجدته عيشة. . راضية هنيئة. . ترفرف عليهم السعادة والوئام. .