للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عدد ١٠٠٥ من الرسالة الغراء، وبما أني أعتبر نفسي من جنود العرب الأحرار الذين شهد معركة فلسطين واطلعوا على مؤامرات جلوب، فإنني أرى من واجبي أن ألبي نداء الأستاذ الناصري وأعلق على كلمته بالكلمة التالية:

دأب الجنرال جلوب على الإدلاء بتصريحات عسكرية إلى المراسلين الأجانب فقط، وذلك لتضليل الرأي العالمي وطمس الحقيقة عن أعين الغرب. ولطالما زعم وافترى أن الجيش العربي كان قليل العدد ضعيف العدة، مع أن الجيش كان عشرة آلاف مقاتل، يملكون من الأسلحة والذخائر ما نريد على ما كان بحيازة الجيش اليهودي بأسره. والجنرال جلوب كقطب كبير من أقطاب الاستعمال في العالم العربي لا يجرؤ على ذكر العوامل التي دفعته إلى رفع علم الهجوم والسير في طليعة الجيش العربي عندما زحف إلى الرطبة وبغداد وطعن الجيش العراقي من الخلف عام ١٩٤١، في حين أنه قبع في قيادته بعمان وأحجم حتى عن زيارة جبهات القتال في معركة فلطين إلا بعد انتهاء الحرب وتوقيع الهدنة المشؤومة، ثم لا نسمع منه أبدا أي تعليق على الخسائر التي مني بها الجيش العربي الذي - بحسب ادعائه - تحمل العبء وحده، مع أن الحقيقة الثابتة أن ٦٠ % من خسائر الجيش العربي وقعت في منطقة القدس التي كان لي شرف إدارة الحرب فيها بكتيبة واحدة بغير إرادة جلوب، مما أدى إلى انتصارنا على اليهود وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، في حين أن بين كتائب الجيش كلها لم تخسر سوى٤٠ % من الإصابات، والسبب واضح جلي، وهو أن قادتها كانوا من الضباط الإنجليز الذين نفذوا أوامر جلوب ولم يشتركوا بكتائبهم في حرب جدية في أية معركة.

أما المدفعية التي يتحدث عنها جلوب في تصريحه، فقد كانت

قوية في الجيش العربي، ولم يكن لدى اليهود مدفع واحد حتى

وقوع الهدنة الأولى؛ غير أن هذه المدفعية كانت تحت قيادة

مساعدة (لاش) الذي حال دون اشتراكها معنا في المعركة

لاحتلال المناطق اليهودية من القدس الجديدة، مما أدى إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>