سنة خلت فيها من مدرس واكتفى بالمعيدين. ولسنا ندري بالضبط تحديد تلك الفترة التي خلت فيها المدرسة من المدرسين، ولعلها سبقت تولية تاج الدين ابن بنت الأعز أمر التدريس فيها؛ لأن سلسلة مدرسيها متتابعة منذ ولايته، كما لا ندري السبب الذي دفع أولى الأمر إلى الاستغناء عن مدرس بها.
وعرفنا من بين من قام بالإعادة في هذه المدرسة محمد بن علم الدين بن القماح الذي استقر معيداً بتوفيع شريف سنة ٦٨٠، وجعفر ابن يحيى التزمنتي الذي كان شيخ الشافعية بمصر في زمانه وأخذ عنه فقهاء عصره، وألف شرح مشكل الوسيط، وكان مدرسا بالمدرسة القطبية وتوفى سنة ٦٨٢؛ وشمس الدين الأصفهاني العالم المشهور في المنطق وأصول الدين وأصول الفقه والمؤلف فيها، والمعروف بالهيبة والوقار في دروسه. وقد أنف هذا الأستاذ أن يكون معيدا بالمدرسة عندما عين ابن دقيق العيد مدرسا بها. قال لاسبكي:(ونحن نقيم عذره، من جهة مشيخته وقدم هجرته، وإلا فحقيق به وبأمثاله الاستفادة من إمام الأئمة تقي الدين).
ومن المعيدين فيها عماد الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن الدمنهوري وهو فقيه شافعي ألف على التنبيه في الفقه كتاباً له دعاه النكت وتوفي سنة ٦٩٤.
وبقيت هذه المدرسة عامرة بالدراسات المتنوعة إلى أن لاشتها الحوادث في أوائل القرن التاسع.