فيحرص على إتاحة الفرص لكل فرد إتاحة حقيقية بريئة من التهريج الحزبي، ولن يتحقق هذا إلا بأن يجد كل راغب في التعليم الصالح له مكاناً في المدرسة المصرية لا يصده عنه عجزه عن النفقات التعليمية، ولا حاجة أهله إليه ليعمل في سبيل القوت قبل أن يتجاوز سن التعليم
ولا يكفي أن يتاح له التعليم على هذا الوجه، بل لابد أن يكون هذا التعليم موجهاً اجتماعياً معيناً يقرر مبدأ العدالة الاجتماعية في أذهان النشء، حتى يصبح إحدى العقائد التي تبثها المدرسة في نفوسهم بتعاليمها ونظمها وتوجيهاتها النظرية كذلك
وعندئذ يكون للتعليم المصري طابع ويكون للمدرسة هدف اجتماعي بجانب الهدف التعليمي الذي تسير إليه الآن على غير قصد ولا انتباه!
والتشريع هو أحد الأدوات لتحقيق البرامج الاجتماعية الشاملة، فيجب أن يكون للتشريع عقلية موحدة ترمي إلى أهداف موحدة، وتتفق مع البرامج الاجتماعية بوجه عام.
والكلمة الآن للأحزاب المصرية القائمة، ولكنها في الأغلب لمجموعات الشباب التي لم تتقيد بماض ثقيل يشلها عن الحركة الحرة في الاتجاه والتنفيذ على السواء
أما الأحزاب القائمة، فقد أدت دورها، ومن الواجب أن تنسحب من المسرح قبل فوات الأوان، ذلك إلا أن نستطيع التجدد والتحور لنواجه الحاضر والمستقبل، وهذا ما لا أحسبها تطيقه، وليس في تاريخها حتى اليوم ما يدل على أنها تراه.