وإنما الفارق بين القولين أن زوال الحرية في ظل الشيوعية والنازية محتوم، ولكن الجوع في ظل الديمقراطية ليس بمحتوم ولا هو من المبادئ التي تدخل فيها كما تدخل الاستهانة بحرية الفرد في صميم المبادئ الشيوعية والنازية
وهناك فارق غير هذا الفارق بين القولين: وهو أن الشبع غاية حيوانية، وأن كرامة الحرية غاية إنسانية، وكفى بالديمقراطية فضلاً أنها تخاطب الإنسان ولا تخاطب الحيوان، وأنها تعامله معاملة المكلف الرشيد ولا تعامله معاملة القاصر الذي تشرف عليه الحكومة وتخدعه عن كرامته بأحاديث الشبع والجوع، وهي لا تكفل له الشبع ولا تريحه من الجوع. . . بل تخاطب المعدات لأنها عاجزة عن خطاب العقول.