الجامعة أن في التعليم العالي فرصاً كثيرة لإذكاء العقول، وهي فرص لا يجوز تضييعها على أي شاب، ولو شهدت درجاته بأنه كان في التعليم الثانوي من المتخلفين
لا يجوز أن ننسى أن البكالوريا المصرية أصعب من مثيلاتها في جميع البلاد، وفوز الشاب في هذه البكالوريا بأي صورة دليل على أن فيه خصائص عقلية تؤهله لاجتياز الصعب من باقي مراحل التثقيف
لم يبق إلا أن نتقي الله في أبنائنا فلا نؤاخذهم بتقصير لا ذنب لهم فيه، ويكفيهم فوزاً أنهم زحزحوا عن نار الرسوب
قلت مرات إنه يجب حتماً أن تكون مرحلة التعليم الثانوي هي المرحلة النهائية في إعداد الشاب للحياة، وهي لم تصر كذلك إلى اليوم، فلنساعد أبناءنا على ما يطمحون إليه في التعليم العالي، ولنجد عليهم بما نجود به على إخوتهم الوافدين من أقطار الشرق
هل تصل هذه الكلمة إلى قلوب عمداء الكليات؟
عتاب لبناني
كان الأستاذ محمد عبد الغني حسن نشر في (الرسالة) كلمة دعا بها الأستاذ إلياس أبو شبكة إلى كتابة كلمة في التعريف بالشاعر نجيب إليان، فرد الأستاذ أبو شبكة في (الجمهور) رداً يتلخص في أنه مع إجلاله واحترامه للأستاذ الزيات لن يكتب كلمته للرسالة، لأنها كسائر المجلات المصرية لا تلتفت إلى الحركة الأدبية القائمة في لبنان
وأقول إن هذه النغمة - كما يسميها الكاتب نفسه - نغمة جديرة بالسماع، وهي تتيح فرصة جديدة لتبديد شبهة قديمة تعبت أقلامنا في تبديدها عدداً من السنين، ثم ظلت حية لا يعتريها الموت، كأنها أفعى بسبعة رؤوس!
ثم أقول إن إغفال المجلات المصرية للحركة الأدبية في لبنان أو غير لبنان من أقطار اللغة العربية لا يرجع إلى نية صحيحة أو عليلة، وإنما هو فرع من الإغفال العام للحركة الأدبية في الديار المصرية. فجرائد مصر ومجلاتها تسكت عما يصدر في مصر نفسها من الآثار الأدبية والعلمية، بحيث يمكن القول بأن الحديث عن المؤلفات الجديدة لم يعد له في جرائدنا ومجلاتنا مكان
وقد صار هذا الإغفال في حكم القواعد المرعية، مع الأسف. ولم نجد من ينبه إلى أن له